القاهرة - علي البلهاسي:
نفى الدكتور أشرف لطيف تادرس رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيفية، وجود علاقة بين شدة الحرارة التي تتعرض لها مصر حالياً ووجود عاصفة شمسية، مشيراً إلى أن معظم العواصف الشمسية تحدث خلال دورة للنشاط الشمسي، حيث تمر الشمس بفترات نشاط وخمول، ومتوسط الدورة الواحدة من «ذروة النشاط الشمسي إلى ذروته التالية» تستغرق نحو 11 عاماً، وهذا يعني أن الفترة القادمة الأكثر اضطراباً للشمس ستكون قرابة عام 2023. وأشار إلى أن من مظاهر النشاط الشمسي زيادة عدد «البقع الشمسية» المرصودة على سطح الشمس، وهو ما يعرف بالكلف الشمسي، وهي مناطق من سطح الشمس تكون أبرد نسبياً من المناطق المحيطة بها، وعند بلوغ الشمس ذروة نشاطها، يكون عدد البقع الشمسية قد وصل إلى ذروته أيضاً،
وقال تادرس إن البعض ربط بين الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة هذه الأيام وبين ما حذّر منه موقع «إكسبريس» البريطاني مؤخراً من وقوع عواقب وخيمة ناشئة عن عدم استعداد الدول والحكومات لمواجهة مخاطر العواصف الشمسية المحتملة، والذي وصفها بأنها أخطر من اصطدام كويكب أو نيزك بالأرض. وأشار إلى أن تأثير النشاط الشمسي يظهر فيما يطلق عليه «الشفق القطبي»، حيث يشاهد سكان الأقطاب الشمالية والجنوبية من الكرة الأرضية واحدة من أجمل أطياف الشفق القطبي على مدار السنين، متمثلاً في ظهور أضواء في السماء خضراء وزرقاء وبنفسجية في ليالي الدول القريبة من القطبين، والتي تنتج عن تصادم هذه العاصفة بالمجال المغناطيسي الأرضي.
وقال إنه ينتج عن الانفجارات الشمسية القوية التي يخشاها العلماء، إطلاق كميات هائلة من الإشعاعات والجسيمات ذات الطاقة العالية من البلازما، والتي تسبب آثاراً سلبية واسعة النطاق، منها اضطراب الأقمار الصناعية والأنظمة الإلكترونية المتعلقة بها كالهواتف المحمولة، والإنترنت، والأنظمة المصرفية، وانقطاع التيار الكهربائي، وتعطل حركة الطيران والملاحة الجوية والبحرية، وانقطاع الشبكة العالمية GPS، وزيادة الإشعاع على المسافرين بالسفن والطائرات بالقرب من القطبين. وأكد تادرس أن أكثر التوقعات تشاؤماً تكمن في احتمالية انفجار الأسلحة النووية ومحطات الطاقة الذرية نتيجة تعرضها لهذه العواصف، وذلك على غرار ما حدث في عام 1989، عندما تعرضت الأرض لعاصفة شمسية متوسطة القوة فتسببت في تعطيل محولات الطاقة الكهربائية الرئيسية في كندا.