تعليقاً على مقالة الأستاذ سعد السبيعي (الابتعاث.. نظرة اقتصادية مختلفة) فإن الهجوم السافر الذي يتعرض له برنامج الابتعاث بين الفينة والأخرى من بعض الفئات المتشددة وهي «قلة قليلة» أمر غير مبرر، ومحاولة لتعطيل عجلة التنمية التي تشهدها البلاد في كافة المجالات، وأعذار المهاجمين لبرنامج الابتعاث أعذار واهنة وباهتة، فقد شبعنا منها وأصابتنا بتخمة موجعة، وبات يعرفها القاصي والداني، وهي أن الابتعاث اختلاط وسفور، وانحلال أخلاقي في بلاد الغرب، ودفن للهوية المسلمة.. والقائمة تطول.
ولكن الشائعات الأخيرة التي دارت حول «إيقاف برنامج الابتعاث» شغلت الرأي العام، وأظهرت لنا مدى طموح وتمسك شبابنا بالابتعاث، وأنه أصبح مطلبا وحلما لكل طالب أن يتوج مشواره التعليمي بتخصص مطلوب، وشهادة تكون كفيلة بإيجاد فرصة عمل مناسبة يطمح لها الشاب والفتاة السعودية.
لكن بعيد هذه الشائعات جاءت وزارة التعليم بالرد الشافي، وهو نفي الشائعات المغرضه،حول إيقاف الابتعاث، وأكدت على الاستمرارية، وأكد وزير التعليم على أهمية الابتعاث، وأهمية نقل التجارب والاستفادة منها، وردت الوزارة على المشككين وطمأنت طلابنا وطالباتنا الراغبين بالإبتعاث.
الابتعاث مستمر، ولايستطيع شخص أن يقلل من أهميته وحاجتنا الماسة إليه، لأن العالم من حولنا ينمو نمواً متسارعاً، ويجب أن نواكب هذا النمو، بسلاح العلم وتنويع التخصصات التي نحتاجها للنهضة والتنمية، ويجب أن ينظر للتخصصات التي يحتاجها سوق العمل، حتى لاتزداد أعداد العاطلين، ولتلبية الحاجات الملحة لبعض التخصصات وسعودتها مستقبلا.
إن من القواعد المتينة لهذه البلاد المباركة، هي بناء الإنسان، والعناية بتعليمه؛ لأنه النواة الأولى للتنمية والرقي، وبرنامج الابتعاث هو أحد الركائز الحضارية في بلادنا، فكل طالب وطالبة ينتظرون الفرصة المناسبة لأخذ أدوارهم في خدمة وبناء الوطن.
عمر بن رباع - الرياض