أشير إلى ما نشر في جريدة الجزيرة في الصفحة الأخيرة بتاريخ الثامن عشر من شهر شوال لهذا العام (1436هـ) تحت عنوان (ثلاثيني يقتل ابنه بطلق ناري ويسدد طلقات على زوجته بمدينة حائل؛ حيث ورد في الخبر أن هذا المواطن البالغ من العمر (35) قتل ابنه البالغ من العمر (11) عاماً بطلق ناري من مسدس كان بحوزته ثم سدد ثلاث طلقات على زوجته التي أصيبت بكتفها ونقلت على أثرها إلى المستشفى، وقبل هذا قرأنا عن الإطاحة بشخص قام بطعن رجل أمن بمحافظة الطائف أثناء قيامه بفض مشاجرة بين شخصين نقل على أثرها للمستشفى، وكذلك قرأنا عن عشريني ينهي خلافه مع آخر بحرق جثته بعد أن قام بطعنه عدة طعنات وقام بحرق المركبة بعدها.
وهذه المآسي التي نقرأ عنها من آن لآخر لا تدل على انتشار الجريمة في المجتمع فالحمد لله مازلنا ننعم بالأمن والأمان حيث أصبحت المملكة واحة دافئة مفعمة بالأمان، وإنما هي ظاهرة نشأت عن عادة حمل السلاح الأبيض والسلاح الناري بدون داعي أو يكون الشخص ذا شخصية مريضة نفسياً أو ذا شخصية تتعاطى المحذورات، فالمملكة والحمد لله ومنذ توحيدها على يد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه عام 1351هـ، ومؤسس الدولة السعودية الثالثة، تنعم بالأمن والأمان رغم أن مساحتها تبلغ مساحة قارة، إلا أن انتشار الأمن فيها يغطي هذه المساحة الشاسعة تغطية شاملة ينعم بها كل مواطن وكل مقيم ويعيش فيها الجميع على أرضها آمنين على أنفسهم وأموالهم وتعمل وزارة الداخلية بقيادة رجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بكل جهودها على حماية المواطن والمقيم حيث يتابع سموه ليل نهار كل صغيرة وكبيرة وكل واقعة تحدث في جميع أرجاء المملكة حيث تصل معدلات الجريمة لدرجة متدنية تقريباً بالنسبة للدول الأخرى.
وهذه شبه الظاهرة الخطيرة والجديدة في مجتمعنا تحتاج للبحث من قبل مراكز البحث الاجتماعي في الجامعات ومركز مكافحة الجريمة التابع لوزارة الداخلية وجامعة الأمير نايف بن عبدالعزيز للعلوم الأمنية ووزارة الشؤون الاجتماعية وغيرها من مراكز البحث، وذلك من أجل وضع الحلول المناسبة لهذه الظاهرة وغيرها من الظواهر الاجتماعية.
كما يجب أن تهتم الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام أيضاً بتوعية المواطنين بخطورة حمل السلاح الأبيض والناري وأيضاً التوعية من قبل الخطباء في المساجد والشاشات الموجودة في الشوارع والميادين العامة وملاعب كرة القدم.
وهناك أيضاً خطر شبكات التواصل الاجتماعي والأقمار الصناعية التي تنقل في كل لحظة آلاف المقاطع والأفلام التي تشجع على ارتكاب الجرائم فيجب الاهتمام بالتنشئة الإسلامية الصحيحة للشباب لكي يبتعد عن تلك الشبكات وعن الأفكار الغريبة التي تجتذب الشباب وتغرر بهم حتى يكون لديهم حصانة ذاتية، وتجعلهم ملتزمين بالإسلام كمنهج ومتمسكين بقيمنا الإسلامية في كل شأن من شؤون حياتهم، والله من وراء القصد.
- مندل عبدالله القباع