د. محسن الشيخ آل حسان ">
التعريف القرآني للشهيد في الإسلام هو من يقع شهيدا في سبيل الله لقوله عز وجل في كتابه الكريم: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (سورة آل عمران-الآية 169). ويؤكد هذا المعنى القرآني نهيه عز وجل للمؤمنين أن يتم وصف من يقتلون في سبيل الله بأنهم اموات, بل أحياء في البرزخ ما بعد الحياة الدنيا وقبل الآخرة, وإن كان الناس أنفسهم لا يشعرون بذلك...وفي آية ثانية يؤكد عز وجل قوله: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ}. (سورة البقرة-الآية 154).
وبهذا المعنى القرآني الكريم, لا يمكن أن يكتسب صفة الشهيد إلا من مات وهو يقاتل دفاعا عن دينه, ثم وطنه ثم أبناء وطنه.
إلا ان الإرهابي, أو الاستخدام المنهجي للإرهاب, أنه وسيلة من وسائل الإكراه في أي مجتمع ينشأ فيه, ومع ذلك فالارهابي ليس لديه هدف او أهداف معينة يتفق عليها أحد عالميا ولا ملزمة دينية أو قانونية واجتماعية أو سياسية. وتعريف القانون الجنائي للإرهاب بالإضافة إلى تعريفات مشتركة تشير إلى تلك الأفعال العنيفة التي تهدف الى خلق أجواء من الخوف, والرعب, والتهجير, والتدمير والتفجير, وقتل الأبرياء والمساكين. ويكون الإرهاب عادة موجها ضد جهات دينية أو مذهبية طائفية أو سياسية معينة, أو هدف ايديولوجي, وفيه استهداف متعمد أو تجاهل سلامة المدنيين وغير المدنيين, الأطفال والنساء. وبعض التعاريف تشمل الآن أعمال العنف غير المشروعة في القانون الإنساني - مثل الاغتصاب وتفجير المساجد وأماكن العبادة والجمعيات الخيرية والإنسانية.
لذا دعونا نتفق جميعا ان هناك فرقا كبيرا بين من يضحي بحياته من أجل دينه ثم وطنه وشعبه. وبين الإرهابي الذي يسيء إلى دينه ويدمر وطنه ويقتل أبناء شعبه وأمته... إنه فرق شاسع!