محمد بن سكيت النويصر ">
بداية نبارك لمعاليكم الثقة السامية الكريمة بتعيينكم وزيراً للإسكان والأمل بأن يتحقق على يديكم ما لم يكن من قبل وهو تأمين السكن لكل مواطن حتى ينعم بالاستقرار النفسي والعائلي وليتفرغ كل مواطن ليشارك في التنمية الشاملة التي يدير دفتها مليكنا الغالي خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز -وفقه الله-.
معالي الوزير: يُدرك الجميع أن الإسكان ويعني تأمين السكن المريح للمواطن هو الهم الشاغل للقيادة -حفظها الله- بدءاً بهيئة الإسكان التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -غفر الله له وأسكنه فسيح جناته- ثم تطورت إلى وزارة للإسكان حتى يكون لها دور أكبر وأشمل وتم دعمها بالمبالغ المالية اللازمة تجاوزت المليارين ونصف المليار، كل ذلك إدراكا من القيادة بأن السكن لكل مواطن إنما هو الشغل الشاغل لعدم توافر المساكن للجميع، مع أن صندوق التنمية العقاري والذي تم إنشاؤه منذ قرابة أربعة عقود أدى دوراً في هذا ولكن لم تكتمل تلك الحاجة إلى السكن المريح.
معالي الوزير يأمل الجميع اهتمامكم ثم حرصكم في هذا الأمر الذي يقلق الجميع وتحقيق الرغبة السامية للقيادة الرشيدة بتوفير السكن للجميع، وذلك من خلال تطوير الأراضي الحكومية والقريبة من البنيان وتوفير البنية التحتية اللازمة لإقامة المساكن المريحة للمواطنين من خلال أرض وقرض.
معالي الوزير كانت البلديات قبل قيام وزارة الإسكان تخطط وتوزع قطع أراض بمساحات مناسبة وتصل للمواطن سواء عن طريق المنح الملكية الخاصة أو ما يسمى بأراضي ذوي الدخل المحدود وكانت الأمور تسير وفق المطلوب بحيث يتم تسليم تلك الأراضي للمواطنين والمواطنات وفق ضوابط وتعليمات في هذا، فيتقدم من ملك قطعة أرض إلى صندوق التنمية العقاري الذي يعتبر رافداً مهماً في التنمية وأدى دوراً لا يُستهان به في تأمين المساكن من خلال قروض مالية وبدون فوائد تُسدد على أقساط مريحة لا ترهق المقترض بل يتم الإعطاء من تلك الأقساط وفق ضوابط معينة إلا أنه يتم التسديد عن المتوفين قبل سداد ما عليهم للصندوق العقاري كل ذلك خير وبركة وبحمد الله فقد ساهم ذلك في إيجاد مساكن مريحة ومناسبة للمواطنين وأسرهم ونمت المدن والمحافظات وكان لذلك نماء اقتصادي وفق تلك الضوابط التي أقرها الصندوق منذ إنشائه.
معالي الوزير: البلديات وقفت عند هذا الحد وأوكلت الأمر إلى الوزارة الفتية التي تتولون قيادتها بتوجيه سامٍ كريمٍ من ولي أمرنا، فتخلت البلديات عن توزيع الأراضي كما كانت بالسابق محتجة بوجود وزارة معنية بذلك، حيث إنها تتسلم تلك المساحات من الأراضي وتقوم بتطويرها وإعدادها لقيام تلك المساكن معالي الوزير الكرة في مرمى الوزارة الفتية التي تتولون قيادتها والأنظار متوجهة لكم والمسؤولين معكم لتنجزوا تطوير تلك المساحات المسلمة لكن من قبل البلديات وليكن ذلك بأسرع ما يمكن.
معالي الوزير لا يغيب عن نظر معاليكم بأن قطعة الأرض التي لا تتجاوز مساحتها (400)م2 أو (500)م2 قد تصل إلى (400000) ألف ريال إذن سيذهب مبلغ القرض قيمة لتلك الأرض ويضطر المواطن إلى الاستدانة لتأمين مبلغ عمارة تلك الأرض فلا راحة ولا طمأنينة.
معالي الوزير كل الأراضي الزراعية القديمة بجوار المحافظات وصلت اقيامها إلى أسعار خيالية للحاجة إليها، وهذا لا يغيب عن نظركم فأنتم أحد أبناء هذا المجتمع ويعرف معاليكم ما يدور فيه.
معالي الوزير بعض البلديات لم توزع أراضي مما يدخل تحت مسمى (الدخل المحدود) منذ عشرات السنين والواقع يصدق ذلك، وأخيراً احتجوا بوجود وزارة السكان وأنها المعنية بتطوير الأراضي حتى يتم توزيعها.
معالي الوزير حتى تلك الوحدات السكنية التي تم إنشاؤها في بعض المدن والمحافظات لم تكن وفق المطلوب منها، ومنها البعيد عن النطاق العمراني وصعوبة الوصول إليها، إضافة إلى أنها وتصاميمها لا تناسب البيئة وحاجة المواطن؛ بمعنى أصح أنها لا تحقق الراحة والطمأنينة للمواطن وتتيح له سكنا مريحا كما توجه بذلك القيادة الرشيدة
.معالي الوزير هذه الوحدات السكنية القائمة والمتعثرة تحتاج إلى متابعة شخصية منكم -أعانكم الله- حتى تتم الاستفادة منها على ما هي عليه، وبعبارة أوضح حتى لا تبقى وحدات سكنية بلا إسكان بعد أن صرفت عليها مبالغ مالية طائلة، لعل معاليكم يوجه بمعالجة وضعها لكي يستفاد منها وتسد ولو بعض النقص.
معالي الوزير ختاماً أقدر لمعاليكم اهتمامكم والعاملين معكم في هذه الوزارة الفتية التي يُعلق عليها المواطنون آمالاً كبيرة في حل مشكلة السكن التي تؤرق الجميع قيادة ومواطنين، وعبر جريدة «الجزيرة» الغراء أحببت أن أنقل لكم هذه المشاعر الوطنية الجياشة حيال هذا الرافد المهم في عملية البناء والتنمية ألا وهو وجود المسكن المريح لكل مواطن يحتاج إليه.
شكراً معالي الوزير لاهتمامكم ثم عنايتكم في تحقيق تطلعات القيادة الرشيدة لهذا الوطن الكبير المملكة العربية السعودية حرسها الله وأدام عليها الأمن والإيمان والاستقرار وشملها النماء والرخاء، بقيادة وتوجيه مليكنا الغالي خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي عهده حفظهم الله وجعل التوفيق حليفاً لهم أينما كانوا.
- إمام وخطيب وعضو مجلس أهالي محافظة الرس