تابعنا جميعا الفيديو الأول لِحادثة تحرّش بعض الشباب الغوغائيين بِفتاتينِ على كورنيش جِدّة وبالمؤكد جميعنا استنكر هذا الأمر غير التربوي وغير الأخلاقي ولا أحداً بِالطبّعِ يُقرّه. واستنفرت الجهات الأمنية للبحثِ عن هؤلاء وسُرعة تقديمهم للعدالة بِتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل حفظه الله.
ولكن ظهرت لنا مُستجدات جديدة تُلقي بِظلالها على الحادثة، حيثُ ظهر فيديو آخر يُبيّن الفتاتين قُبيلِ حادثة التحرّش وهُن يقدن دباباً على الكورنيش نفسه وسط عامة الشباب والناس وتعالي ضحكاتهما وكأنهُما بِشاطئ خاص بالنساءِ فقط، ما هذا؟ أيُعقل أن نترُك أبوابنا مفتوحة ومن ثمّ تتعالى صيحاتنا من تجرأ على سرق بيوتنا.
من هُنا أتساءل: أين أُسر هاتين الفتاتين؟!
هُما ليستا في مرحلة الطفولة البريئة لِيُقدما على تصرّف غير مسئول بِقيادة دباب بموقع مُختلط مليء بالشباب المُراهقين، فلو أنهما أرادتا ممارسة تلك الهواية بِحُرّية فلتذهبا بعيداً عن الأعين ككورنيش جنوب جِدّة على سبيل المثال، وتمارسا تلك الهواية، فنحن بلاد لها عاداتها وتقاليدها المُتمسّكة بها ولا يُمكن أن تتنازل عنها، بدليل عدم السماح للمرأة بِقيادة السيارة، حفاظاً عليها مما قد يطالها من أذى، رغم أن قيادة المرأة للسيارة قد تكون ضرورية لها وخاصة كبيرات السنِ والموظفات. ولكن لدرء المفاسد حُجب ذلك. فما بالك بتلك الفتاتان اللتان كسرتا حاجز الحياء وحاجز مراعاة الآداب العامة.
بمثل هكذا جُرأة، وعندما تؤذيان تتعالى صيحاتهما «ما هذا؟ لقد تُحرّش بنا»، كالّتي تسيرُ عارية وتقول لا أحد ينظر إليّ وإلاّ!!!!
هُنا أُنادي وللإنصاف ولكيلا تتكرر نفس المهازل إلى مُعاقبة كِلا الطرفين بِحسب ما تراه الجهات المعنيّة بهذا الأمر، فلا يُعاقب طرف ويُترك آخر فنصبح بذلك كالّذي لديه خُرّاجاً فيقوم بِتطهيره خارجياً ويُهملهُ من الداخل، فبذلك يكون قد تسبب بظهور أعراض أشد ألماً لخطورة أشدُ ظُهوراً ووقعاً.
نجوى الأحمد - جامعة الأميرة نورة