محمد حمد البشيت ">
الإِنسان لا يجد أفضل من وطنه، مهما نأت به سبل الغربة، فالحنين دائما للمنابت، أرض تجسدت في كيانه وروحه ومكوناته النفسية.. فإِنسان الخليج له خصوصياته وعاداته وقيمة وتراثه الذي شب عليه كابرا عن كابر. لكن في زمنه الحاضر وتطلعه للمستقبل ينساق لزمن التحولات العالمية المستجدة، استثمر الكثير من جهده في سبيل التحصيل العلمي والمعرفي نحو حياة راقية متأقلمة مع هذه المتغيرات العالمية.
عاش الخليج ينعم بسلام تحت رايات حكومات دوله سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وفق منظومة خليجية يسودها التفاهم والحب والوئام. مما أثمر آنذاك عن خلق مظلة واقية للتصدي للخروقات الإيرانية التي هزت كيان الخليج لولا قيام - مجلس التعاون الخليجي - الذي تصدى لها - كالحرب العراقية - الإيرانية. والغزو العراقي للكويت، والتدخل الفارسي في مملكة البحرين ومن ثم الحوثي الفارسي باليمن.
حروب مرت بالخليج، كادت أن تمزق شمل وحدة نسيجه لولا ترابطه وتكاتف الشعور بوحدة المصير المشترك، لتبديد شتات ما يحاك لخليجنا من مكائد أعدائه الطامحين لتفتيت وحدته وتفريق شمله. إنها الحكمة الخليجية التي انبثقت عنها فكر المظلة الواقية الآمنة للجميع المتمثلة في «مجلس التعاون الخليجي».
لكن تأتي مشكلة اليمن الكبرى المؤرقة لزعماء الدول الخليجية. فيما يحصل للجار اليماني العربي، بانقلاب الحوثي وعلي صالح على الشرعية اليمنية. وحتمية مساعدة اليمن بعدما استنجد بالسعودية ودول الخليج لإنقاذه من الانقلاب الحوثي. لينبثق عن ذلك القرار الحكيم السعودي (عاصفة الحزم) وبتحالف خليجي ماعدا سلطنة عمان .
وإذ أعني ما أعنيه بعنونة المقال بـ «الأريج في الخليج» هي نفحات النفوس الأريحية في التعاضد والتآزر والتلاحم بالقيام بالمهمات اللازمة عند الملمات المداهمة لتعرض أي بلد خليجي لنازلة من النوازل الجسام، لتهب على وجه السرعة دول الخليج في الوقوف بوجه هذه النازلة يدا واحدة، لمحق ما تعرض لهذا أو ذاك البلد الخليجي، بكلمة واحدة تنطلق من قبة «مجلس التعاون الخليجي» لتأتي الأقوال مرادفة للأفعال والأمثلة كثيرة.
ولعل مقولة «شعارنا واحد خليجنا واحد» حقيقة فعلية جسدت روح التآخي وأرهبت أعدائه كشعار وحدوي متراص عصي التطويع لمن يريد الإخلال بنسيجه المتراص كالبنيان.. كمنطقة آمنة تتمتع بمظلة درع واق من رياح وسموم عاتية تهب من كلل جانب، فتصفر لها مبددة عنها قتامتها وغشامتها.