كتب - طارق العبودي:
أكاد أجزم أن كل من قرأ تصريح عضو إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم ومتحدثه الرسمي عدنان المعيبد عن أن أهم مبررات تفكير اتحاد الكرة في رفع الإيقاف مؤقتا عن اللاعبين الخمسة والسماح لهم بالمشاركة «استثنائيا» في مباراة السوبر أنها تقام «خارج المملكة» وأن اللائحة في أحد بنودها تنص على أن العقوبات تغطي جميع المخالفات التي تصدر في المباريات التي تقام «محليا»!!.. أكاد أجزم أن كل من قرأ ما قاله المعيبد استلقى على ظهره من شدة الضحك لأنه فعلا «شر البلية ما يُضحك»، فكيف بعضو رسمي في اتحاد الكرة ويتحدث باسمه يجهل أو يتجاهل نصوص الأنظمة واللوائح ويحاول إيجاد مبررات واهية أقل مايقال عنها إنها امتداد لعمل الاتحاد الارتجالي وتجاوزاته الكثيرة.
3 من اللاعبين الخمسة «عبد الغني والراهب وعيد» خرجوا عن النص في حضرة قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين، والرابع «الشمراني» طاله الإيقاف بقرار إلحاقي على ضوء مقطع فيديو بـ»الجوال» والخامس «سالم» سبقهم في نيل العقوبة إثر محاولته الاحتكاك بحكم مباراة فريقه الدورية امام النصر والتي شهدت إخفاقا تحكيميا لن ينساه المتابعون، والمتحدث باسم الاتحاد يخرج ليقول إننا نفكر في رفع العقوبة لأن المباراة لن تقام في المملكة !!.
بأي منطق يتحدث؟ وبأي عقل يفكر؟ هل فكر في عواقب قرار كهذا؟ هل نسي أن مجرد السماح لهم باللعب سيفتح على الاتحاد بابا يصعب إغلاقه؟ ثم ما فائدة الأنظمة واللوائح إن كانت ستُسيّر حسب موقع ومكان النشاط الكروي السعودي؟!.
ربما أن ما قاله المعيبد كان من باب جس نبض الشارع الرياضي ومعرفة مدى قبوله للفكرة من عدمه إذ كان من المفترض أن يقول: لا نفكر ولو مجرد تفكير في السماح لهم لأنهم أخطأوا وعليهم أن يتحملوا وزر ما فعلوه.
وبعيداً عن عاصفة السوبر بدءاً من نقلها إلى عاصمة الضباب بعيداً عن هدير جماهير الناديين، وانتهاء بالتفكير في السماح للموقوفين بالمشاركة فيها وكأنها مباراة ودية، بعيدا عن هذا كله يفترض أن يكون اتحاد الكرة واثقا من قراراته لا يخشى هذا ولا ذاك ولا يجامل أحدا على حساب أحد، وأن يقنن متحدثه الرسمي تصريحاته حتى لا يكون محل تندر وضحك المتابعين.