عبدالله بن حمد الحقيل ">
بدأت النخلة هذه الأيام تؤتي أكلها وعطاءها ونتاجها وبقدر ما تعطيها تعطيك كما يقال ومن المعروف أنه يتوقف نجاح غرس النخيل على مهارة ومعرفة بطريقة ريها وتسميدها وإعطائها كفايتها من الماء وتقليمها وحمايتها من الآفات والتلوث وطريقة التلقيح إلى غير ذلك مما يعرفه أهل الخبرة والاختصاص، وتفيض الأسواق هذه الأيام بأنواع الرطب وأصناف التمر -حقيقة إن النخلة شجرة مباركة تصبر على الحر والبرد وتخضع لعوامل جوية عدة، وتتحمل الشمس والرياح والبرد والحر على حد سواء، وفي بلادنا أخذ الناس يقبلون على غرسها والعناية بها.
وقد بلغت اليوم أصنافها أكثر من مائة نوع وصنف وينبغي نشر الوعي الغذائي عن فائدتها الغذائية.
ولعل أبرزها البرحي والسكري والخلاص الصقعي والمنيفي والدخيني والسلج والدقلة والحلوة والرزيزي والصفراء والسري والشيبي والمكتومي ونبوت سيف وغيرها مما لا يتسع المجال لذكره، ولقد قيل: هي المال والخير والظل، وأدبيات النخلة كثيرة ومتعددة، ولقد ذكر الله النخيل في كتابه الكريم في معرض تعداد نعمه وفضله على عباده كما قال تعالى {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ رِزْقًا لِّلْعِبَادِ} ولقد زخر الشعر العربي الفصيح والعامي بالقصائد والأقوال التي دبجتها يراعات وقرائح الشعراء في ذكر النخلة ومن ضمنهم الشاعر أحمد شوقي حيث يقول:
أَرى شَجَراً في السَماءِ اِحتَجَب
وَشَقَّ العَنانَ بِمَرأى عَجَب
مَآذِنُ قامَت هُنا أَو هُناكَ
ظَواهِرُها دَرَجٌ مِن شَذَب
وَباسِقَةٍ مِن بَناتِ الرِمالِ
نَمَت وَرَبَت في ظِلالِ الكُثُب
وَناطَت قَلائِدَ مَرجانِها
عَلى الصَدرِ وَاِتَّشَحَت بِالقَصَب
أَهَذا هُوَ النَخلُ مَلكُ الرِياضِ
أَميرُ الحُقولِ عَروسُ العِزَب
طَعامُ الفَقيرِ وَحَلوى الغَنِيِّ
وَزادُ المُسافِرِ وَالمُغتَرِب