د. محسن الشيخ آل حسان ">
بعد رحيل المغفور له بإذن الله الملك عبد الله بن عبد العزير - طيب الله ثراه- أصيب الشعب السعودي بمشاعر استثنائية, ليس مجاملة أو نفاقا وزيفا, بل كان حزنا حقيقيا صادقا من أعماق أعماقنا جميعا في كل مناطق - محافظات- مدن وقرى القارة السعودية المباركة - رجالا ونساء- أطفالا وشيوخا، والسبب الكبير في ذلك أن أبا متعب - طيب الله ثراه- كان ملكا استثنائيا امتلك مفاتيح قلوب الناس أجمع لا في بلاده فحسب بل في كل بلاد تشرق منها الشمس.
من أهم الإنجازات التي تحققت في عهد المغفور له الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز- طيب الله ثراه- هو ملف المرأة السعودية, وكل ما يخصها في حياتها ومستقبلها. حيث جعل من المرأة السعودية أكثر جرأة في تطلعاتها وآمالها وطموحاتها. فحققت في عهده إنجازات وصولها لمجلس الشورى ومجالس البلدية واحتلالها وظائف قيادية في الدولة والقطاع الخاص. وقد سبق وأن ذكرنا القول المشهور: «نحن في المملكة العربية السعودية إذا مات فينا سيد خرج مكانه ألف سيد وسيد».
وجاء الملك سلمان بن عبد العزيز - خادم الحرمين الشريفين- الى دفة الحكم- متشربا أجواء الحكم وأساليب القيادة منذ نعومة أظافره وشبابه. متفتح الذهن- عتيدا- ذكيا- حكيما- قوي الشخصية- عميق المعرفة والاطلاع- و ممتلئا بحصيلة تجارب ملوك حكماء, شريكا أساسيا في إدارة البلاد والعباد منذ أن كان أميرا وحاكما للعاصمة الرياض (لمدة خمسين عاما) حقق من خلالها الكثير من الإنجازات. ثم وزيرا للدفاع ووليا للعهد وأخيرا ملكا عادلا لشعب المملكة العربية السعودية.
في جميع تلك المواقع القيادية كانت المرأة السعودية جزءا لا يتجزأ من همه اليومي باحتياجاتها وأحلامها وآمالها وطموحاتها التي تعرض عليه ويتناولها بمزيج من حكمة الأب الحنون ونفوذ الحاكم العادل, يعرفها ويعرف مظلماتها واحتياجاتها الاسرية والاجتماعية والاقتصادية. ويعرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان والملقب (بالفاروق) أسوة بحكمة الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه.
الملك سلمان- أيده الله- يعلم ويعرف أن للمرأة السعودية متطلبات كثيرة, في سوق العمل والتعليم والحقوق الاجتماعية والمدنية, وهو يعمل جاهدا في الاهتمام بملفات المرأة السعودية، وهنا لابد أن نتوقف إجلالا وتقديرا لفاروق الملوك ونقول: «إن التاريح يا أبا فهد طالما حفظ أفعال الشجاعة والإنجازات في صفحاته الناصعة البياض, وهي خصال نعلم يقينا أنها من سجاياك يا ملك المروءة والشهامة والشجاعة والكرم... يا سلمان الشعب!