القاهرة - الجزيرة:
أكد الدكتور محمود الشربيني أستاذ العناية المركزة وطب الحالات الحرجة وعضو الجمعية الأمريكية أن الارتفاع الشديد في درجة حرارة الجسم يؤثر على الأداء الذهني والبدني للإنسان، وقد يصيبه بمشكلات صحية بعضها طفيف مثل التشنجات الحرارية والإجهاد الحراري، والبعض الآخر خطير مثل ضربة الشمس. ولفت إلى أن ظهور الطفح الجلدي في صورة بقع حمراء صغيرة على الجلد مسببة وخز وحكة، وأنه يمكن أن تؤثر الحالات المتطورة للطفح الجلدي على وظائف العضو المسئول عن تنظيم درجة الحرارة «الثرموستات»، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بالحمى أو الإجهاد الحراري، وذكر أن التشنجات الحرارية والإجهاد الحراري وضربات الشمس أشكال مرضية مختلفة تصيب الإنسان عند التواجد في بيئة حارة لفترة طويلة.
وأشار إلى أن ممارسة التمرينات الرياضية أو القيام بالأنشطة الشاقة تحت تأثير ارتفاع درجات حرارة والرطوبة يمكن أن تسبب التشنجات العضلية، لاسيما في الذراعين أو الساقين أو البطن وهى تقلصات مؤلمة، تنشأ نتيجة فقدان الجسم للمياه والأملاح من خلال إفراز العرق الغزير . وأوضح أنه يمكن الوقاية من هذه الحالة بتعويض الجسم بالقدر الكافي من الأملاح وأخذ قسط من الراحة وتناول السوائل المالحة والانتقال لبيئة باردة.
وتابع أن الإجهاد الحراري يحدث نتيجة لممارسة تمرينات شاقة أو الزيادة المفرطة في إفراز العرق مع عدم وجود كميات كافية من السوائل «والالكتروليت» بالجسم، منوها إلى أنه من بين الأعراض المصاحبة لهذه الحالة غزارة إفراز العرق وبرودة الجلد ورطوبته، وشحوب الوجه وسرعة وضعف النبض وسرعة وضيق التنفس، إلى جانب بعض الأعراض الأخرى مثل الصداع والدوار والإرهاق والغثيان والإغماء والتشنجات الحرارية والبول الداكن، وقد تتفاقم حالة الإجهاد الحراري وتؤدي إلى ضربة شمس تهدد حياة المريض.
وشرح أن ضربة الشمس تصيب المرء في أغلب الأحيان نتيجة القيام بنشاط بدني مجهد تحت درجة حرارة مرتفعة وعدم حصول الجسم على الكميات الكافية من السوائل، وتوصف بأنها حالة خطيرة يمكن أن تودي بحياة المريض إذا لم تعالج بالشكل المناسب، مشيرا إلى أنها تحدث عندما لا يستطيع الجسم إنقاص درجة حرارته حيث يتوقف إفراز العرق وترتفع درجة حرارة الجسم بسرعة.
وأوضح أنه من الأعراض الشائعة لضربة الشمس ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى 40 درجة مئوية أو أكثر وعدم إفراز العرق وارتفاع درجة حرارة الجلد وجفافه وسرعة نبضات القلب وصعوبة التنفس، والارتباك والهذيان والسلوك الغريب واحتمال الانفعال أو الغيبوبة، مؤكدا أن حالات ضربة الشمس تتطلب عناية طبية عاجلة ومناسبة.