د. عباس العصيمي ">
مما لا شك فيه أن رجال الجمارك، على ثغر من أهم الثغور الحساسة في الدولة، وعليهم الاعتماد بعد الله في المحافظة على سلامة المواطنين وأمنهم، ومازلنا نسمع بين الحين والآخر طرفا من جهودهم، فهذه عملية تهريب مخدرات أُحبطت، وهذه أغذية فيها ضرر على المواطنين حُجزت، وهذه كمية من المتفجرات التي يراد تهريبها بالفطنة كشفت... الخ.
فلولا الله ثم يقظتهم وجهودهم، لكم من عقول اختلت، وأجساد اعتلت، وأرواح أُزهقت.
ما أريد أن أصل إليه، أن مثل هذا الموقع البالغ الحساسية، يجب أن نختار له الرجال الأكفأ، الذين يمتازون بالفطنة، والتدريب العالي، وأهم من هذا كله، الانضباطية، واليقظة، والإخلاص في العمل، فرب غفلة، أو هفوة، تسببت في كوارث لا يعلم مداها إلا الله، وأيضا الذين يتحلون بالشهامة، وعزة النفس، والأمانة الحقة، التي لديها القدرة على مقاومة المغريات مهما كان نوعها، أو قيمتها.
أعود مرة أخرى وأقول: إن عرضي لهذه الصفات، لا يعني غفلة المسؤولين عنها، أو أن من هم على رأس العمل لا يتحلون بها، ولكن ليعلم الجميع كم يتعب المسئولون في البحث عن هذه العينات من الرجال، وليعلموا أيضا: أنهم يستحقون الكثير من الحوافز والمزايا، نظير ما يبذلونه من جهود جبارة، أكثرنا عنها غافلون، لذا لا تستغربوا إذا ما كتبنا عنهم هذا المقال، إيمانا منّا بدورهم الفعال، وأنهم يستحقون الكثير من المزايا نظير جهودهم.
- الرياض