عبدالمطلوب مبارك البدراني ">
عندما بدأت القنوات الشعبية كانت تهدف لخدمة الموروث الشعبي الذي كاد أن يندثر وقد ساهمت إلى حد ما في إبراز الموروث الشعبي ونقل المحاورات بين شعراء كبار وإجراء لقاءات مع الأدباء والشعراء والتجول في مناطق المملكة لإعطاء المشاهد فكرة عن التراث الشعبي في كل منطقة من مناطق مملكتنا الغالية ودول الخليج ولكنها في الآونة الأخيرة بدأت بعض القنوات بل معظمها تنحى إلى اتجاه آخر إلى الهدف المالي فقط وجمع الأموال الطائلة من الأثرياء ورجال الأعمال وكثرت التجمعات القبلية الغير مبررة والتفاخر بالأنساب الذي قد يبث الفرقة ويزيد التعصب القبلي الممقوت وبدأت تطل برأسها تلك العصبية النتنة التي حذر منها رسول هذه الأمة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم قبل 1400 عام, حيث قال (دعوها أنها منتنة) بحيث يحضر شعراء أتوا من أجل كسب المال وباعوا ضمائرهم بدأوا يكيلوا المديح دون أن يعرفوا عن مضيفهم أي شيء فقط هياط كما يقال في الكلمة الدارجة وهذا لا يخدم الموروث الشعبي فأصبحنا نحضر حفلات ونشاهدها على القنوات تخرج عن المألوف بل ونشاهد شعار مشاهير فقدوا المصداقية وأصبحوا كالمهرجين أضف إلى ذلك أن تجمعات التكريم للأشخاص والتجمعات القبلية قد تحدث خلافات وتشغل السلطات في حفظ الأمن وفك الاشتباكات التي لا داعي لها من وجهة نظري القنوات الشعبية أصبحت تسيء للموروث الشعبي أكثر مما تفيده وقد فعل عين الصواب سمو الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين أمير مكة عندما اتخذ قرارا حكيما ينص على إيقاف التجمعات القبلية بثته وسائل الإعلام المختلفة أن من أراد تكريم أحد أفراد قبيلته فليكرمه في بيته ولا داعي للتجمهر.. حيث أفاد الكثير أنه في الآونة الأخيرة شوهدت عددا من التجمعات للقبائل لتكريم بعض من شعرائها كانت تشغل الجهات الأمنية بسبب بعض المناوشات التي تحدث بها.. يجب أن ترتقي تلك القنوات بالذائقة الشعرية وذائقة الجماهير وتبث ما يفيد المتلقي والحفاظ على الموروث الشعبي الأصيل، حيث أصبح الشاعر يلقن ويفرض عليه ما لا يريد والقنوات تلقن الجماهير ما تريد هذا فيض من غيض وقليل من كثير مما يجول بخاطري عند حضوري للحفلات الشعبية وما نشاهده عبر القنوات الشعبية آمل أنني قد كتبت ما يفيد القراء حول الموروث الشعبي وما توفيقي إلا بالله والله من وراء القصد.
- وادي الفرع