م. فهد بن صالح الراشد ">
لقد أثبتت الدراسات أن خطورة الموت بسبب أمراض الشريان التاجي عند المدخنين هي ثلاثة أضعاف الخطورة عند غير المدخنين، ومن الملاحظ أن ضرر التدخين على القلب أشد ضراوة على المرأة منه على الرجل وتزداد الخطورة - أيضاً - عند استعمال أمراض منع الحمل مع التدخين.
ولقد استمتعت بقراءة التقرير الشامل أو الدراسة المنشورة في صحيفتكم العدد (15612) لكاتبها الأستاذ سلمان بن محمد العُمري حول التدخين ومضاره، مستعرضاً بشكل جميل وبلغة الأرقام النظام الجديد لمكافحة التدخين والخطوات التي اتخذت من الدولة للحد من الظاهرة.
ولا شك أن وجود 6.8 مليون مدخن من المواطنين والمقيمين في المملكة لشيء مؤسف يحز في النفس, حيث ينفقون في العام الواحد ما لا يقل عن 12.4 مليار ريال في العام الواحد!!
ونحن على أبواب العام الدراسي الجديد أؤكد على ضرورة وجود القدوة لدى المعلمين خاصة حيث إن البعض منهم يمارس التدخين بلا حياء ولا شيمة في فناء المدرسة أو عند الباب الخارجي للمدرسة، وهذا مع الأسف أمام أنظار الطلاب في مراحل التعليم العام. أو أن يقوم بعض الموظفين بالتدخين داخل أسوار العمل في الدوائر الحكومية. والأشد ضراوة حينما يكون التدخين في مواقف السيارات في البدروم وهنا تكمن الخطورة أكثر حيث وجود النار والبنزين!!
وهناك فئة من المدخنين - أكرمكم الله - يشربون الدخان في دورات المياه، وهذا لا يليق أبداً سواءً كانوا رجالاً أم نساءً، وهل هؤلاء يمكنهم أن يأكلوا (تفاحة) في دورات المياه! بالطبع (لا)!
إن التدخين وبصريح العبارة قد يكون بوابة الشر للدخول في عالم المخدرات وبالذات عند الناشئة والشباب، كما أن البعض يعتقد منهم أن الشيشة أو ما يسمى بالمعسل أخف ضرراً من التدخين وهذا خلاف الواقع. فقد ثبت أن الشيشة والمعسل تضاعف الأمراض وسرطان الثدي والرحم واختناق الجنين لدى المرأة فقد أثبتت الدراسات أن التدخين مسؤول عن 19% من أمراض السرطان لدى السيدات ومنها سرطان الرئة، الثدي، الرحم، المبايض، الحلق، الحنجرة، البنكرياس، الكلى، المثانة البولية، هذا بالإضافة إلى نسبة زيادة حدوث جلطات القلب والرئة والمخ.
وأنني من منبر (الجزيرة) أناشد المسؤولين في كافة الدوائر الحكومية بتنفيذ الأوامر والقرارات السامية الصادرة بمنع التدخين في الأماكن العامة، وعدم التهاون والتساهل بأي شكل من الأشكال في ذلك. فإن خطر التدخين في الأماكن العامة إجراء بالغ الأهمية لحماية الأغلبية غير المدخنة من الأضرار المدمرة للتدخين السلبي.
أشكر (الجزيرة) لفتح ملف التدخين ومخاطره، وأحيي بنفس الوقت الأخ سلمان العُمري إضاءاته الجميلة على هذا الشر المستطير الذي انتشر في المجتمع.