روما - سهيلة طيبي:
استطاعت دار الخياطة وتصاميم الأزياء الشهيرة شيلانتو، التي يعود تأسيسها إلى العام 1780م في مدينة نابولي، التحكم في سوق ربطات العنق في إيطاليا وخارجها، لما ميز تاريخ الدار من ابتكار للعديد من تصاميم ربطات العنق. وفي الفترة الأخيرة حققت شيلانتو نجاحات باهرة في المبيعات من خلال عرض منتوج جديد لقي إقبالا في أوساط الرجال وحظي بالاقتناء بأعداد غير معهودة. فدار شيلانتو العريقة قد تخصصت في صنع أنواع كثيرة من الربطات التي تحمل رسوما متنوعة تختلف باختلاف المهن والوظائف، مثل تلك المخصصة للموظفين أو الصحفيين أو الطباخين أو الصيادلة أو التجار، وحتى الطلاب والعاطلين والباحثين عن شغل.
وقد ازدادت منتوجات هذه الدار رواجا مع مرور السنين لما تميزت به عن غيرها من إقدامها على صناعة ربطات عنق تضفي عليها لمسة ساخرة وهزلية أحيانا، كربطة العنق التي عرضتها في السوق مؤخرا والمتمثلة في ربطة عنق للصّ أو «للبوصْ»، كما يقولون في الدارجة في نابولي، من خلال تصميم على الربطة مكون من حزمة من النقود والصور الكلاسيكية المستمدة من أفلام شهيرة، ولا سيما ذلك الرسم الكلاسيكي المعروف لرجل قصير القامة وعلى وجهه عصابة سوداء لا تطلّ منها سوى عينيه والمسروقات على كتفه.
ويوضح مصمم الأزياء أوغور سيلينو، ممثل الجيل الثامن من عائلة رواد الخياطة في إدارة شيلانتو للأزياء بقوله: يجب علينا ألاّ نفقد روح الدعابة والسخرية حتى في الظروف الدرامية وأوضاع الأزمة، التي باتت تخنق المجتمع الإيطالي ولا سيما نابولي الجميلة، للتنديد بأعمال الفساد عبر ابتكاراتنا الفنية المرحة والهزلية، التي باتت تعرفها البلاد.
وأضاف قائلا: نحاول أن نتعايش مع الأزمة التي تعيشها إيطاليا بروح فنية وباختلاق البسمة في انتظار مرور هذا الظرف الصعب.
وتقول فرانشيسكا وهي إحدى المصممات بمحل الفصالة، إن فترة الركود الاقتصادي المنجرّة عن فساد سياسي، يعيشه بلدنا في هذه الأيام، والتي رافقها بروز أشكال جديدة من التحيل والغش والمراوغة، خاصة من جانب بعض الساسة الذين يتظاهرون أنهم في خدمة البلد إلا أنهم يستغلون مناصبهم ونفوذهم لنهب أموال البسطاء بطريقة ماكرة وخبيثة، لذلك وبحكم تصميمنا الذي يغطي حاجيات المهن الشريفة اخترنا تصميما فريدا لمهنة العصر المتمثلة في الاختلاس والنهب من خلال استغلال المنصب الإداري أو السياسي، وهو شكل من أشكال الاحتجاج المبطن على الأوضاع السائدة.
وقد تم تصميم ربطات العنق الساخرة هذه من الألوان الكلاسيكية الثلاثة الأحمر والأزرق والذهبي مع نماذج صغيرة للأوراق النقدية المطرزة من الحرير، إضافة إلى صورة للّصّ في ذيل الربطة.
وتمثل الأصناف السبعة الخاصة باللصّ جزءا من مجموعة كرستها دار أزياء شيلانتو للمهن والحرف، حيث تعرض أربعين ربطة عنق تصف بطريقة هزلية أعمال مختلف الحرف.
وتعتبر ربطات العنق الخاصة بالصحفيين والصحفيات من بين الأكثر رواجا، مع نسبة مبيعات ملحوظة حيث يصعب العثور عليها، وقد حاولنا أن نقتني واحدة منها، لكن لم نعثر عليها في الدار المصممة سوى للعرض، لكن تبين لنا أنها موجود في السوق السوداء حيث تباع بأسعار مضاعفة تزيد على السبعين يورو للربطة الواحدة.
لكن يبقى النموذج الهزلي لربطة العنق المخصصة للسارق، الذي بات رائجا كهدية بين الأصدقاء والصديقات، الأكثر رواجا لما فيه من دعابة مرحة.