أ. ماجد بن عبد الرحمن الحمود ">
عُرض في الجزء الأول من هذا المقال مشكلة عدم معرفة المعلم الجديد لجزئيات مهنة التعليم من ناحية المناهج, والأسلوب الأمثل للتعامل مع الطلبة, وخصائصهم العمرية, والأنظمة الإدارية للتعليم, وأسلوب العمل المتبع في المدارس, وغيرها من متطلبات مهنة التعليم وأسرارها.
ونوقشت فكرة أن التدريب هو الحل الأمثل والأوفر لتطوير المعلم الجديد وبالتالي تطوير التعليم ككل, كما نوقشت فكرة أن التدريب يجب أن يكون مع بداية التعيين مباشرة أسوة بموظفي الشركات والمصانع والضباط والأطباء الذين يتدربون تدريباً مكثفاً على طبيعة الأعمال التي سيقومون بها مع بداية حياتهم العملية, بغض النظر عن التدريب العملي الذي تلقوه قبيل إنهائهم تعليمهم العالي.
ولأن التدريب هو العلاج الناجع والناجح لهذه المشكلة فمن سيقوم بتدريب المعلمين الجدد؟.. ومتى سيتم تدريبهم؟.. وهل الأفضل تدريبهم قبيل الانتهاء من إجراءات التعيين؟.. أم أن من الأفضل تدريبهم بعد التعيين مباشرة وبعد أن يعرفوا المدارس التي سيدرّسون بها؟.. وهل يتم تدريب جميع المعلمين الجدد مع بعضهم؟.. أم أنه يجب فرزهم حسب المراحل التي يدرسونها, وحسب تخصصاتهم؟.. وما نوعية التدريب الذي يجب أن يتلقاه المعلم الجديد؟
إن من أهم واجبات وزارة التعليم التأكد من رفع قدرة وكفاءة المعلمين كلهم لتحقيق أعلى درجات النجاح الممكنة في العملية التعليمية, ولأن عدد المعلمين كبير جداً وقدرة الوزارة محدودة ولا يمكنها تغطية جميع المعلمين؛ إلا أنها تستطيع - بلا شك - تدريب المعلمين والمعلمات الجدد, ووضع الخطط التدريبية المستمرة لهم, وتحفيزهم على الانخراط بتلك الدورات التدريبية, وجعلها على مراحل ومستويات مختلفة, ومحاسبة كل من يتخلف عن هذه الدورات التدريبية, وتستطيع الوزارة تفريغهم لمدة أسبوعين أو ثلاثة بعد توجيههم للمدارس التي سيعملون بها - أي بعد مباشرتهم في المدارس ومعرفتهم للمواد والصفوف التي سيدرّسونها - تفرغهم لتلقي دورة تدريبية مكثفة في الإدارات التعليمية التي يتبعونها, وتستطيع الوزارة تقسيمهم أثناء التدريب حسب المرحلة التي يدرّسونها والتخصص الذي ينتمون إليه لتتم مناقشة أمور التخصص الدقيقة ودراسة الخصائص العمرية الخاصة بمرحلة معينة, كما تستطيع الوزارة أن توفر لقاءات مع معدي ومطوري المناهج التعليمية المختلفة, ومشرفي المواد المختصين ومعلميها المتميزين.
وبما أن الوزارة تستطيع تطبيق كل تلك الأمور, والإشراف عليها مباشرة, والتأكد من تحقيق أعلى درجات النجاح فيها فلا عذر لها إن تأخرت أو تقاعست عن أداء هذه المهمة, خاصة أن هذا الاقتراح سيحقق العديد من النتائج ومنها:
1- رفع المستوى المهني للمعلمين الجدد والتأكد من معرفتهم لخطط وتوجهات الوزارة.
2- تدريبهم على المناهج التي سيدرسونها لتحقيق أقصى درجات الإتقان في العمل.
3- تبصيرهم بحقوقهم وواجباتهم والمهام المناطة بهم, وسبل تحقيقها بالشكل الأفضل.
4- توضيح أهم المشكلات والعقبات التي تواجههم, ومحاولة تلافيها.
5- تدريبهم على أسلوب التعامل الأمثل مع الطلاب وأولياء أمورهم, وزملائهم العاملين بالمدارس, وإدارات التعليم.
6- تدريبهم على التقنيات الحديثة في التعليم ومصادر التعلم, وكيفية توجيه الطلاب لها.
7- اكتشاف المتميزين من المعلمين الجدد لتوجيههم لبرامج أعلى, والاستفادة من إمكاناتهم بالشكل الأمثل.
8- اكتشاف نواحي الضعف والقصور في المعلمين الجدد ووضع خطط لعلاجها ومتابعتها.
9- البدء بوضع خطة لبرنامج تدريبي طويل المدى ينتهي بنهاية عملهم بالتعليم.
وحينما يكون مسؤولو الوزارة أكثر قرباً من المعلمين الجدد, ويساعدونهم في أداء رسالتهم التعليمية بالصورة المثلى سيكونون أكثر قرباً للنهوض بالعملية التعليمية ككل.
باحث تربوي ومختص في مناهج وطرق تدريس اللغة العربية - عضو الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية (جستن)