سلطان بن محمد المالك
تعيش الأسرة الآن معاناة كبيرة بسبب انشغال الآباء والأمهات والأبناء بالأجهزة الكفية وبما تحويه من تطبيقات وبرامج مختلفة؛ زادت من إشغال الجميع عن التقارب الأسري بل أدت وساهمت في تفكيكه.
ففي المنزل وفي صالة الجلوس العائلية وفي جلسات اللقاءات الأسرية اليومية؛ نجد انشغال الجميع بأجهزتهم الكفية ويتفاقم هذا الأمر بشكل كبير وأصبح ظاهرة مساوئها كبيرة وخطيرة على الأبناء والأسرة ككل وترابطها ويزداد الأمر سوءاً مع انعدام خصوصية الأسرة ونشر اسرارها من خلال التطبيقات والبرامج بدون ادراك لمخاطر مثل تلك الأمور، كون تلك المعلومات تكون متاحة للآخرين، وتكثر من خلالها عمليات الابتزاز الاليكتروني.
الأمر حقاً يحتاج الى توعية بمخاطر الانغماس مع تلك الأجهزة، فهي سبيل لتفكك الترابط الأسري وتواصل أفرادها مع بعضهم البعض، حتى الاستمتاع بالنقاش والحوار الأسري و بالأكل والشراب أصبح شبه معدوم ومفقود.
شخصياً، قمت الاسبوع الماضي بتجربة وأعتقد أنها نجحت بقياسي وتقديري وقررت بعدها أن أعمم تطبيقها في المنزل ومع أسرتي بشكل مستمر، والتجربة أنني خرجت للعشاء في مطعم مع أفراد أسرتي وقبل البدء بتسجيل طلبات الأكل طلبت من أبنائي وزوجتي أن يضعوا جميعاً جوالاتهم أمام الطاولة، وسبقتهم أنا بذلك وقلت لهم ، اسمحوا لي بأن لا نستخدمها طوال جلستنا في المطعم، وفعلاً التزمنا جميعاً بذلك، استغرب الجميع من تصرفي!! وأوضحت لهم أن غرض خروجنا هو الجلوس مع بعض والاستمتاع بالحديث الجماعي وليس الأكل فقط.
التجربة كانت ناجحة ورائعة فقد استمتعنا جميعاً وتشاركنا بالحديث مع بعضنا والاستماع لبعض. سألتهم ، ما رأيكم بهذه التجربة؟ فقالوا جميعاً انها رائعة، فقلت لهم ان شاء الله سوف نطبقها في المنزل في كل لقاءاتنا الأسرية الجماعية واتفقنا على ذلك.
أختم وأقول إننا وللأسف أصبحنا أسارى للتقنية والأجهزة والتي أفقدتنا لذة الحياة والابناء، ونصيحتي للجميع أن يجربوا هذه التجربة وسيلحظون الفرق.