اسلام اباد - أ ف ب:
ازالت السلطات الباكستانية خلال الاسبوع الجاري حي «مخيم الافغان» العشوائي في العاصمة اسلام اباد مما دفع آلاف الاشخاص الى الشوارع باسم «القانون والنظام».
وبينما كانت وسائل الاعلام منشغلة بالانباء عن وفاة زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر ومالك اسحق زعيم جماعة عسكر جنقوي الارهابية المسلحة التي تقف وراء العديد من الهجمات، وصلت الجرافات فجرا لتدمير اكبر حي عشوائي في العاصمة الباكستانية.
واوقف المقيمون والناشطون الذين اعترضوا طريق هذه الآليات الثقيلة. ومنذ حوالي ثلاثين عاما، يكتظ «مخيم الافغان» باللاجئين الافغان والعمال المياومين القادمين من شمال غرب البلاد. والحي الواقع على مساحة واسعة عند مدخل العاصمة يتألف من بيوت من الطين بين برك من المياه الآسنة.
بعد انتهاء عمل الجرافات، عاد السكان يتفقدون انقاض بيوتهم. وحي «افغان باستي» المغبر حيث لا تتوفر مياه جارية ولا شبكة للصرف الصحي ولا كهرباء يتعارض مع منظر التلال الخضراء التي تحيط بالعاصمة الباكستانية.
وهو آخر ضحايا الحرب التي تشنها السلطات على ما تعتبره ملاذا للصوص.
وقال ناطق باسم سلطة تطوير العاصمة رمضان ساجد ان اراضي هذا الحي العشوائي منحت الى متعهدين منذ فترة طويلة. واضاف الناطق باسم هذه الهيئة الاقرب الى مجلس بلدي غير منتخب ان «المحكمة العليا في اسلام اباد اعطتنا الامر بازالة كل هذه الاحياء العشوائية غير القانونية»، مشيرا الى انه «ليس هناك بديل ولا تعويضات لان هؤلاء الناس لا يحق لهم العيش هنا اطلاقا».
لكن في الولايات الباكستانية الاخرى هناك قوانين تنظم قضية هذه الاحياء وتنص على اعادة اسكان اهلها او منحهم تعويضات في حال ازالتها.
ويلقى تدمير الاحياء العشوائية تأييد البيروقراطيين والنخبة المحلية لكنه يدل قبل كل شىء على ازمة سكن في بلد يضم حوالى مئتي مليون نسمة وتبقى فيها الاراضي قيمة مرجعية ثابتة. وقال عارف حسن احد اشهر مهندسي تخطيط المدن في باكستان ان «الارض هي الذهب الجديد».
واضاف ان ثلاثين بالمئة من سكان المدن في باكستان يعيشون في احياء عشوائية. واضاف «انه امر محزن.
لا يمكن ان تكون هناك مدينة مثل اسلام اباد لا تؤمن للسكان مساكن حقيقية باسعار زهيدة»، معتبرا ان ذلك «انعدام في المسؤولية في افضل الاحوال، واجرام في اسوأ الأحوال».