حمد بن عبدالله القاضي ">
خدمة الحرمين دين ندين به لله حكومة وشعباً، من هنا كان هذا الاهتمام المنقطع النظير بخدمة قاصدي الحرمين: معتمرين وزوارا وحجاجاً.
لا يدرك حجم الخدمات الكبرى المقدمة إلا من زار مكة المكرمة أو المدينة المنورة برمضان.
آلاف الطاقات البشرية عسكرية ومدنية تعمل على مدار الساعة رغم مشقة العمل بين مئات الألوف من البشر بمساحة محدودة ولأداء شعائر ربانية في وقت واحد وبشكل جماعي، لكنه عون الله، وما سخر الله به الأجهزة الحكومية السعودية لأداء هذه المسؤولية العظمى والشريفة.
لقد رأينا جهودا كبرى وخدمات رائعة بالحرم والساحات من كافة الجهات بدءاً برئاسة الحرمين و وزارة الداخلية بكافة أجهزتها، ووزارة الحج والصحة والشؤون البلدية.
بدءا لقد كانت جهود وأعمال وتطويرات رئاسة الحرمين كبيرة وملاحظة بموظفيها وموظفاتها وأجهزتها وإمكاناتها مما مكن الناس من أداء عباداتهم بيسر، ثم رأينا العمل المبارك هذا العام لقوى الأمن فقد كان تنظيم الممرات والساحات وأروقة الحرم في رمضان هذا العام رائعاً جداً، فهناك ممرات كافية عليها رجال أمن أشداء يتفانون بجعلها سالكة بحيث لا يتم إغلاقها من الناس فلا يتم الوصول للحرم كما كان يحصل إلى وقت قريب فضلاً عن الخدمات الكثيرة التي تقوم بها قوى الأمن من حفظ الأمن، والمساعدة عند الدخول مع الأبواب وصعود السلالم الكهربائية فعلاً كان رجال القوى الأمنية سواء من قوة الحرم أو شرطة مكة، أو رجال المرور، أو متدربي مركز التدريب بمنطقة مكة، وأيضا شباب الكشافة كانوا يتفانون وسط الزحام، وفي الشمس مع كثرة الناس وقد نجحوا بفضل الله، أولاً ثم بسبب ما وفر لهم من إمكانات من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وبمتابعة سمو الأمير خالد الفيصل وإشراف سمو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وبتنفيذ قيادات ورجال القوى الأمنية كما كان للجهات الأخرى جهود مشكورة مماثلة كل باختصاص خدماته، فقد كان الجميع على مستوى المسؤولية.
بقي أن أشير إلى بعض الملاحظات المهمة التي نتمنى أن تتقلص بالمواسم القادمة.
مقترح تحديد أعداد المعتمرين ومدة التأشيرة:
هذه الجهود التنظيمية الكبيرة جداً وهذه الخدمات العالية والشاملة من كل الجهات المدنية والأمنية لابد أن يصاحبها إجراء مهم وإلا فإن الجهود تظل ناقصة وبخاصة بعد ازدياد أعداد المعتمرين عاماً بعد عام طوال السنة، وبشهر رمضان تحديداً
هذا المقترح هو إجراء طالبت به بالشورى وعبر القلم كما طالب به غيري وهو تحديد أعداد المعتمرين، والعمرة سنّة، بحيث تكون الأعداد حسب طاقة الحرم والساحات، فسعة المكان هي التي تحدد العدد وبخاصة أن معتمري الخارج وهم الأعداد الكبرى تسكّنهم شركات العمرة بعيدا عن الحرم فيترك كثير منهم سكنهم ويبقون بالحرم وساحاته فيضيق الحرم وماحوله، وفي هذا العام بالعشر الأواخر اضطر الدفاع المدني أن يشعر الناس بامتلاء الحرم وأن عليهم الصلاة بمساجد أخرى غير الحرم وأشك أن أحداً استجاب لذلك فكل من جاء يريد أن يصلي بالحرم، وأمر آخر مهم وهو أن يتم جعل مدة تأشيرة العمرة أسبوعاً بدلاً من أسبوعين، وهذا الإجراء مع سهولة تنفيذه سوف يوفر 50% من الأماكن ويخفف من الزحام، ويمنع التدافع، وتستطيع الجهات عندما يكون العدد المتوافر بالحرم والساحات معقولاً أن تقوم بواجباتها التنظيمية والخدمية بل تظهر نتائج ما تبذله الدولة من إنفاق وجهود.
مشكلة النوم في الحرم:
استمرار ظاهرة النوم بالحرم بكل أسف مشكلة كبيرة ولها سلبياتها المثيرة ومن أهم أسبابها كما أشرت سابقا وهو أن المعتمرين يبقون بالحرم لأن شركات العمرة لا توفر لهم سكناً قريبا من الحرم لصعوبة وعد إمكانية ذلك، وبالتالي يكون بقاؤهم بالحرم، وساحاته، والحق أن رجال الأمن والشرطة وأمن العمرة والكشافة يبذلون جهدهم لإيقاظ النائمين ولكن - كما يقول المثل - الكثرة تغلب الشجاعة، فهم يوقظون نائماً ثم يأتي لمكانه أعداد أخرى، وأحياناً لكثرة المتواجدين بالحرم لا يستطيع رجال الأمن والتنظيم الوصول إلى النائمين من أجل إيقاظهم وعدم السماح لهم بالنوم.
الدعوة إلى استمرار تنظيمات رمضان بالأشهر الأخرى
هذا التنظيم الجيد الذي أشرت إليه بداية المقال الذي شهدناه في رمضان فيما يتعلق بتنظيم الممرات وتنظيم المصلين، والدخول للحرم.. إلخ.
إننا نتمنى ألا يغيب هذا التنظيم طوال العام، فموسم العمرة أصبح طوال العام لذا لعل الأمن العام يعمل خطة مستدامة لشهور السنة الأخرى.