ضعف دور منبر الجمعة سبب في انتشار الأفكار الهدامة التي غزت مجتمعات المسلمين ">
الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
أوضح عدد من أئمة وخطباء المساجد في عدد من مناطق المملكة أن اضطراب أمن المجتمعات في فكرها مرتبط بانتشار البدع والمناهج الدخيلة عليها، التي أصلها استحسان العقول لا اتباع النصوص، وكثرة الفتاوى المغلوطة. وقالوا: إن تعزيز الأمن الفكري في المساجد يحقق القيم الوطنية الراسخة التي نحتاج إليها خاصة في هذه الأيام؛ لذا يجب على أئمة وخطباء المساجد ربط الشباب بولاة أمورهم وعلمائهم من خلال الخطب والدروس والكلمات في المساجد. كما أن الخطيب الناصح هو الذي يوصل المقصود إلى قلوب السامعين بأحسن صورة من الألفاظ الدالة عليها وأفصحها وأجلها لدى الأسماع، وأوقعها في القلوب، مبينين أن على الخطيب أن يكون كلامه جامعاً موجزاً صادراً من قلب صادق وتفكير هادئ، وألا يحول بينه وبين المستمعين أي حائل نفسي سوى مراقبة الله والخوف منه، كما ينبغي عليه قبل الشروع في الخطبة وارتقاء المنبر تصفية نفسه مما علق بها من شوائب وأكدار. وشدد الأئمة والخطباء على ضرورة إشعار أفراد المجتمع بأنهم جميعاً رجال أمن في وجه كل من ثبت تورطه وإفساده وكان رأساً في عمليات تخريبية وإزهاق لنفوس بريئة، والتركيز على تفنيد الأفكار المنحرفة التي يجد لها رواجاً في المجتمع، كالثورات التي تشهدها مجتمعاتنا العربية اليوم.
الخطيب الناصح
في البداية، يؤكد الشيخ محمد بن سليمان المهوس، إمام وخطيب جامع الحمادي بالدمام، في بداية حديثه أن الخطابة فن قديم، نشأ قبل الإسلام، ولها من التأثير ما هو أقوى من تأثير الكلمة المقروءة. وقد كان الناس في الجاهلية يتجمعون في سوق عكاظ، ويتبارى الشعراء والوعاظ في إلقاء ما عندهم من شعر ونثر. ولما جاء الإسلام زادها جمالاً، واشترط لها شروطاً، وبيّن صفات من يقوم بها من الخطباء الناصحين، ورتب الأجر عليها للملقي والمتلقي. مشيراً إلى أن الخطيب الناصح هو الذي يستشعر عظمة الخطابة ليحسن استغلالها، وتحقيق الهدف منها؛ فيكثر من الآيات القرآنية فيها؛ لأن فيها الوعظ والشفاء، والصفاء والنقاء، والتأثير مع التيسير، ثم الاستدلال بالمأثور من الأحاديث الصحيحة، مع الاستعانة بالقصص الواردة في القرآن والسنة، وربطها بالواقع، مع مراعاة عدم إطالة الخطبة؛ لأنها تورث الملل والسآمة، وحاجة المتلقي إلى كلام قليل مؤثر أعظم من حاجته إلى الكلام الطويل، وليس هناك أعظم موعظة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقد أوتي جوامع الكلم، ورغم ذلك فقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه» رواه مسلم من حديث عمار بن ياسر - رضي الله عنه -. والخطيب الناصح هو الذي يوصل المقصود إلى قلوب السامعين بأحسن صورة من الألفاظ الدالة عليها، وأفصحها وأجلها لدى الأسماع، وأوقعها في القلوب. ولنا في رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - أسوة حسنة في هذا الباب؛ فقد أثرت موعظته البليغة القصيرة في قلوب الصحابة؛ فذرفت لها عيونهم، ووجلت لها قلوبهم. وقد قال لهم - صلى الله عليه وسلم -: «أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن كان عبداً حبشياً، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً، فعليكم بسُنتي وسُنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة» رواه الترمذي. وشدد فضيلته على ضرورة أن يكون كلام الخطيب جامعاً موجزاً، صادراً من قلب صادق، وتفكير هادئ، وألا يحول بينه وبين المستمعين أي حائل نفسي سوى مراقبة الله والخوف منه؛ ولهذا ينبغي عليه قبل الشروع في الخطبة وارتقاء المنبر تصفية نفسه مما علق بها من شوائب وأكدار، وتهذيبها من العلائق، والدعاء بصدق أن يوفقه الله في وعظه، وأن يسدد كلامه، وأن يكون له وقع طيب في الأسماع والقلوب. ولخطيب الناصح هو الذي لا يهرف بما لا يعرف، ولا يقول بما لا يعلم، بل يتوافق خطابه مع فكره وتوجهاته المرتبطة بنصوص الكتاب والسنة الصحيحة، وكلام علماء الأمة المعتبرين؛ فيحرص كل الحرص على البعد عن التفاسير والاجتهادات والتجارب المغلوطة التي قد تؤثر في توجهات المتلقي وتدينه وسلوكه.
وأكد الشيخ محمد المهوس أن دور الخطباء في المجتمع لا يعد ولا يحد، فهم خط الدفاع الأول في هذا المجتمع، والمسؤولية تقع عليهم في تأكيد الهوية الإسلامية الصحيحة في نفوس المتلقين، وتعميق منهج الوسطية والاعتدال في توجهاتهم، والتعرف على المشكلة، وإيجاد الحلول لها وفق منهج وطريقة علماء الأمة الناصحين. وكما قال الأُول: «عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه.. ومن لم يعرف الشر من الخير يقع فيه». لافتاً إلى ما تعيشه أمتنا الإسلامية من اضطرابات في أمن فكرها حتى أضحت تيارات الغلو والتطرف والتشدد واضحة جلية بين كثير من أفرادها. ولا يخفى أن اضطراب أمن المجتمعات في فكرها مرتبط بانتشار البدع والمناهج الدخيلة عليهم، التي أصلها استحسان العقول لا اتباع النصوص، وكثرة الفتاوى المغلوطة، مع ملاحظة خروج المنبر الإسلامي في كثير من الأحيان عن دوره الديني والاجتماعي! فنمط خطبة الجمعة ذات الطابع الديني والاجتماعي التي تفيد المتلقي قد تغير إلى تغليب جانب الشحن العاطفي والاجتهادات الخاطئة وحرية التفكير على حساب الجانب العلمي المرتبط بنصوص القرآن والسنة الصحيحة بفهم علماء الأمة؛ فأوجد في فكر كثير من المتلقين نوعاً من اليأس والقنوط، بل تطور ذلك إلى الإعجاب بمنهج الغلو والتطرف والجفاء والتفريط. وكما قيل: حرية التفكير سبب في الوقوع في التكفير.
وقال الشيخ المهوس: المسؤولية علينا جميعاً في العمل على سلامة أمن المجتمع وتحصينه من الأفكار المنحرفة والمناهج الدخيلة، وخصوصاً الشباب منهم، وذلك بربطهم بمصادر التلقي الصحيحة، والمرجعية الدينية الناصحة، والحث الدائم لهم وللمجتمع عموماً على اجتماع الكلمة ووحدة الصف ولمّ الشمل مع ولاة أمرهم وعلمائهم، والبُعد عن الوقوع في الفرقة والاختلاف، وتحقيق قول الله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّه وَرَسُولَه وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}، وقول رسوله - صلى الله عليه وسلم - كما في الحديث السابق: «أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن كان عبداً حبشياً، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة».
ومضى يقول: إن من أهم القواعد الشرعية التي استنبطها العلماء من القرآن الكريم والسنة الصحية «درء المفاسد مقدَّم على جلب المصالح»، والإسلام جاء ليحفظ على الناس ضرورياتهم الخمس، التي من أهمها ضرورة الدين؛ فكل اعتداء على الدين قولاً أو فعلاً فإن الشريعة الإسلامية تحرمه، وتمنع منه وتجرمه، ويشمل ذلك الاعتداء على عقائد الناس ومحاولة تغييرها والإخلال بأمنهم الفكري والسعي في انحراف الفكر، ولاسيما عند الشباب، فاختلال الأمن الفكري من أعظم المفاسد؛ وذلك لأنه مرتبط بأمن المجتمع وسلامته، فاختلاله اختلال في عقائد المجتمع، وقيمه، وأخلاقه، وممتلكاته! فلا مال ولا صحة ولا حياة ترجى ولا استقرار ولا تطور بدون أمن؛ إذ الأمن هو الحياة، ورسولنا - صلى الله عليه وسلم - يبيّن لنا حقيقة هذا الأمن بقوله: «من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا» رواه البخاري في الأدب المفرد، وحسنه الألباني. فعلينا جميعاً التصدي في وجه كل من يدعو إلى اختلال أمن المجتمع في فكره، فلا ننتظر الحدث لنتكلم عنه بل علينا أن نسبق وقوعه في بيان حقيقته والتحذير منه بحماس متواصل وفق الضوابط الشرعية المرتبطة بنصوص القرآن الكريم والسنة الصحيحة على فهم علمائنا.
خطورة المناهج
من جانبه، يرى عبدالله بن إبراهيم بن سالم الشاعر، إمام وخطيب جامع العريفي بحائل، أن دور الخطباء في تعزيز الأمن الفكري في المجتمع يتمثل في: عرض المنهج الوسط الذي هو منهج أهل السنة والجماعة وسلف الأمة؛ ليعرفه الناس، وخصوصاً ما يتعلق بعلاقة الحاكم والمحكوم، وما يترتب عليه من السمع والطاعة في المعروف وفي المنشط والمكره، وبيان المصالح العظيمة المترتبة على هذا الأصل من أصول أهل السنة، وبيان المفاسد الخطيرة على المجتمع إذا أخل بهذا الأصل، وبيان خطورة المناهج والفِرق المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة، وما يترتب عليها من مفاسد على المجتمع من الاختلاف والفوضى والاقتتال والتفرق، وتوضيح ما آلت إليه المجتمعات التي تنتشر فيها الجماعات المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة، ولاسيما في مثل هذه الأيام التي تعيشها بعض الدول المجاورة، وتعرية وفضح الأفكار المخالفة والمذاهب المنحرفة والمناهج الضالة كمنهج الخوارج، وما يتفرع عنه من أفكار ضالة كفكر القاعدة وداعش وغيرهما، وأيضاً في سبيل تعزيز الأمن الفكري للمجتمع. وأضاف: لا ننسى خطورة الغزو الفكري القادم من الغرب أو الشرق وما يدعو له من الإلحاد والانحلال، وكشف الشبهات التي ضل بسببها بعض الناس، والشباب خاصة، والحث على العلم وبيان فضله ولزوم العلماء والأخذ عنهم، وبيان أهمية ذلك من معرفة الحق من الباطل، وما في لزوم العلماء من السلامة والبعد عن الفتن، وتوضيح هذا بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة.
تعزيز الأمن الفكري
ويقول الشيخ خالد بن محمد الغامدي، إمام وخطيب جامع عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ: يجب على أئمة وخطباء المساجد ربط الشباب بولاة أمورهم وعلمائهم من خلال الخطب والدروس والكلمات في المساجد، والحث الدائم على لمّ الشمل، وعدم الوقوع في الفُرقة التي يبغضها الله. كما يجب على الخطباء تحصين الشباب من الأفكار المنحرفة. وأضاف: لا بد من تعريفهم بهذه الأفكار وأخطائها قبل وصولها إليهم منمقة ومزخرفة فيتأثرون بها؛ لأن الفكر الهدام ينتقل بسرعة كبيرة جداً، ولا مجال لحجبه عن الناس إلا من خلال تحصين الشباب ضده قبل التعرض له.
ويرى فضيلته أن تعزيز الأمن الفكري في المساجد يحقق القيم الوطنية الراسخة التي نحتاج إليها، خاصة في هذه الأيام؛ فالمسجد يجتمع فيه الناس في اليوم خمس مرات، ويجتمعون فيه لصلاة الجمعة، فهذا المنبر يخدم القضية الوطنية؛ إذ يجتمع الناس، ويسمعون فيه الخطب والمواعظ والإرشاد والنصح والتوجيه، وكلمات الدعاة التي تلقى فيه تؤدي دوراً عظيماً في ترسيخ القيم الوطنية وتعزيز هذا المبدأ العظيم الذي نحن بحاجة إليه في هذا الوقت. وانتهى الشيخ الغامدي إلى القول: إن على الأئمة والخطباء أن يعززوا دور الأمن الفكري في المساجد من خلال إقامة الدروس، والإعداد الجيد للخطب، ناصحين الذي يوجد لديه فكر منحرف ومحذرين له، ومبينين له الخطأ الذي وقع فيه، فإن لم يستجب يحذر منه ويرفع به إلى المسؤولين؛ حتى لا يفسد المجتمع.
المسؤولية العظيمة
أما الدكتور سعود بن ملوح العنزي، رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية والآداب بجامعة الحدود الشمالية، فقال: إن الخطابة مسؤولية عظيمة، ومهمة شرعية خطيرة، وذات أثر وبُعد كبير على المجتمع المسلم. وقد أدى منبر الجمعة دوره التوجيهي الواضح في حياة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فكان من أهم وسائل نشر تعاليم الإسلام وتصحيح المفاهيم المغلوطة، والدفاع عن الإسلام والمسلمين.
وأضاف: إن منبر الجمعة من خصائص هذه الأمة؛ إذ لا يوجد منبر يرتقي من خلاله الخطيب مرة في كل أسبوع على مدار العام إلا عند المسلمين، فكان من الواجب إدراك خطورة وعظيم أثره من قِبل مَن شرفهم الله - عز وجل - بارتقائه. والمؤسف - وهو الواقع المشاهد في بلاد المسلمين - أن دور منبر الجمعة قد ضَعُف أثره، بسبب ضعف اهتمام الخطباء بما يلقونه على المصلين؛ ولذلك انتشر الجهل والأفكار الهدامة التي غزت مجتمعات المسلمين.
وواصل قائلاً: إن من أهم الأدوار التي ينبغي أن يؤديها منبر الجمعة حفظ الأمن الفكري للمجتمع. ويمكن للخطيب أن يحقق ذلك من خلال تأصيل معتقد أهل السنة والجماعة في مسائل كثيرة، ومن ذلك معتقدهم تجاه ولاة الأمور، وكيفية التعامل معهم على مختلف أحوالهم، فإذا استقر المعتقد الصحيح في أذهان الناس فإنه من الصعوبة أن تجد الأفكار المنحرفة لها مكاناً في أذهانهم. كما ينبغي للخطيب أن يركز على الأفكار المنحرفة التي يجد لها رواجاً في المجتمع، كالثورات التي تشهدها مجتمعاتنا العربية اليوم، فيبيّن الموقف الشرعي منها من خلال الأدلة الشرعية وذكر آراء العلماء الثقات في ذلك، والآثار المترتبة عليها، وواقع المجتمعات التي حصل فيها مثل هذا الأمر.. كما ينبغي للخطيب أن يستفيد من البحوث والدراسات التي تناولت الأمن الفكري. واقترح فضيلته في ختام حديثه أن تنشئ وزارة الشؤون الإسلامية مركزاً متخصصاً في إعداد الخطب والأبحاث التي لها علاقة بالأمن الفكري، وكذلك إعطاء دورات للخطباء حول المواضيع المتعلقة بالأمن الفكري وكيفية استفادة الخطيب منها من خلال منبر الجمعة.
التحصين الفكري
ويقول الشيخ عمر بن عبدالله الثويني، إمام وخطيب جامع ابن باز بالقريات: لا يخفى على كلِّ ذي لبٍّ جهود المملكة في التصدي للإرهاب ومحاربة أهله، بدءًا من قادة هذه البلاد - وفقهم الله لطاعته - ومروراً بجميع الأجهزة الحكومية الأمنية والمدنية. ويظهر جلياً دور العلماء وأهل العلم والخطباء في ذلك وصولاً إلى جميع أفراد المجتمع في هذه البلاد المباركة. وما هذه الُّلحمة إلا لأنّ الجميع يعرف خطورة الأفكار الهدّامة على الشعوب والأفراد.
وأورد الشيخ عمر الثويني ما يجب فعله على الخطيب ليتحقق الأمن الفكري - بإذن الله - من خلال ما وكل إليه من مهمة جليلة لصدِّ الشرِّ وأهله. وأخذ على سبيل المثال لا الحصر: أوَّلاً: التحصين الفكري للمجتمع من خلال المنبر والتنويع في طريقة عرض الموضوع بأساليب مقنعة، وألفاظٍ منتقاة؛ ليتناسب الطرح مع المتلقين.
ثانياً: المشاركة في التثقيف، وبرامج التوعية، والندوات، والمؤتمرات، واللقاءات الفكرية، ونقل الفتاوى في جميع المؤسسات العلمية والإعلامية.
ثالثاً: احتواء من تأثر بهذه الأفكار وعرضه على لجان للمناصحة، ومناقشته من علماء وخبراء ومستشارين نفسيين.
رابعاً: الحكمة في التعامل مع المنخدعين بالأفكار الإجرامية، وإبعادهم عن مواطن التأثر والتأثير.
خامساً: معرفة ومتابعة ما يدور بين الشباب من أفكار، وشُبهٍ، وردِّها بأسلوب علمي مؤصَّلٍ، وبعقلية نيِّرة تتابع الأحداث، وترتبط مع كبار العلماء في الحكم على النوازل.
سادساً: إشعار المجتمع بأنهم جميعاً رجال أمن في وجه كلِّ من ثبت تورطه وإفساده، وكان رأساً في عمليات تخريبية وإزهاقٍ لنفوس بريئة. وغير ذلك. ودعا فضيلته، في ختام حديثه، جميع أطياف المجتمع إلى أن يتقوا الله في دينهم وأمنهم وبلادهم وأوطانهم ومقدَّراتهم، ولا يكونوا أبواقاً لمخططات إفسادية. ومن ذلك الإعلام لا يحارب الدِّين وينقض عرى الإسلام وينخر في المجتمع باسم التحرر والبعد عن الإرهاب، وهو بذلك يوجد إرهاباً من نوع آخر؛ إذ البعد عن الدِّين هو من أهمِّ مسببات الإرهاب ووجوده. حفظ الله العباد والبلاد من شرِّ الأشرار، وكيد الفجَّار، وشرِّ طوارق الليل والنهار إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن. وغَفَر الله لخادم الحرمين عبدالله بن عبدالعزيز، وأسكنه فسيح جنته، ووفَّق خادم الحرمين سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده، وولي ولي عهده لما فيه خير الإسلام والمسلمين.