اللوحات التشكيلية الواقعية.. الأب الروحي للمدارس الفنية الأكثر قبولاً عند المقتنين ">
كتب - محمد المنيف:
يقول الكثير من الفنانين التشكيليين ويؤكدونها من خلال إبداعاتهم إن البيئة هي المدرسة الحقيقية للوحة ومصدر إلهام الفنان والحكم الحقيقي على قدرات الفنان في كيفية بناء اللوحة من كل جوانبها وأسسها الأكاديمية التي تُعد القاعدة والمرتكز لأي عمل آخر يتم بأي أسلوب من الأساليب الحديثة من تجريدية أو سيريالية وانطباعية، إذ إن أياً من تلك الأساليب أو المدارس الفنية لا يمكن أن يكون متوازناً ومكتمل التكوين إلا إذا بُني على ما سبق من خبرات أكاديمية.. ورغم ما حدث من تقلبات وتغير في أساليب الفن من الحداثة وما بعدها، وصولاً إلى المفاهيمية التي لا تعتمد على القيم البنائية وإنما تعتمد على الفكرة، وعند الرجوع للتجارب والأعمال الفنية العالمية على مر التاريخ ومنها عصر النهضة إلى يومنا هذا نجد أن اللوحات الواقعية التسجيلية المنفذة أكاديمياً ما زالت محتفظة بمكانتها وما زالت تستقبل الباحثين عنها والمقتنين لها والمستثمرين بها، كما نرى في مزادات الفنون العالمية، وكيف تحظى هذه اللوحات من اهتمام المسؤولين عن المزاد أو المقتنين.
وعند العودة إلى ساحتنا التشكيلية المحلية، فإننا نجد الكثير من أصحاب الاتجاه الواقعي الذين ما زالوا يتعاملون بها ومعها ومع البيئة، واشتهرت أعمالهم في الكثير من المناطق بسبب نسخها وتسويقها، إضافة إلى أعمال احتفظ أصحابها بها دون إشهارها ووجدت طريقها للمقتنين الخاصين الذين يرغبون أن يكون العمل الأصل، وليس النسخة. من هؤلاء الفنانين المبدع ورائد الواقعية الحديثة الفنان ضياء عزيز ضياء، والفنان صالح النقيدان الذي جعل من لوحاته سبيلاً للتعريف بجمال القصيم شكّل منها دعاية إعلامية، والفنان إبراهيم الزيطان صاحب اللمسة الفوتوغرافية الدقيقة كما شاهدها الكثير في لوحة المزرعة وفي لوحة البيت القديم، أما التوثيق فنجده في لوحات الفنانة صفية بن زقر وتنفيذها لمجموعة كبيرة من اللوحات عن البيئة السعودية أرض ومجتمع تقاليد وعادات أقامت لها متحفاً باسمها، أما صديق كاشف فقد أبدع بإيقاعه الجميل بسكينة التلوين لإبراز زوايا الجمال في منطقة عسير يمكن للناظر للوحاته أن يشعر بأجواء بارق وأبها والباحة، لنقف قليلاً عند لظى جمر الأرطى وقهوة الفنان سعود العثمان من الدوادمي ودلاله التي تفوح منها رائحة القهوة. من جانبه، وكما عُرف عنه من إبداعات شملت كل مناطق المملكة يقدم الفنان أحمد المغلوث لوحاته التي منح الأحساء منها الكثير كما نشاهد في لوحة بائع السجاد في سوق الأحساء، أما فوزية عبد اللطيف فقد جمعت في لوحاتها بين الطبيعة والمراة كما هي لوحة مدائن صالح برزت فيها عاطفة القلب والوطن والتاريخ بشفافية زادت اللوحة جمالاً.