قرأت مقال الأستاذة لبنى الخميس في عدد يوم الاثنين 4 شوال 1436هـ، والذي حمل عنوان (أفكارك.. ليست فاشلة). وأعلق عليه بأن الإنسان الناجح هو الذي يخطط لمستقبل مشرق ومميز ومليء بالإنجازات والتطلعات الإبداعية وإثبات النفس. فأول ما يبدأ به قبل ذلك كله توكله على رب العباد سبحانه وتعالى. وأول خطوة في التخطيط للمستقبل بعد التوكل على الله هي أن يضع الإنسان ما يريد أن يصل إليه ويحققه في ورقة على شكل نقاط، وأن يذكر الطرق التي يستطيع بها أن يصل لهدفه بالتفصيل المفيد، وبعدها يبدأ بتطبيق تلك الأهداف. فالتركيز في كتابة الأهداف بتأن وبخطط مدروسة يسهل عليه الوصول إليه.
فكل إنسان ناجح تجده يسير على خطط مدروسة، ويعلم ماذا يفعل من أعمال بعد توفيق الله له، وإذا حقق هدفه الأول ينتقل للآخر، وهكذا؛ ليثبت نفسه، ويكتب اسمه ونجاحاته في صفحات التاريخ. فهو يسير بخطى ثابتة، وبطريقة مدروسة وناجحة. ذلك هو الشخص المبدع والناجح.
وفي الجهة الأخرى يحزنني وضع بعض الأشخاص الذين لا هدف لهم ولا خطط يسيرون عليها لإثبات أنفسهم؛ فتجدهم لا يعلمون ماذا يفعلون وكيف يفعلون؛ وذلك كله لعدم تخطيطهم لمستقبلهم، وأنهم عاشوا حياتهم كيفما اتفق. وهنا يبدأ الخلل والفشل في النجاح..!
فالتخطيط للنجاحات والإبداعات ليس مقتصراً على شخص؛ فمن أراد أن تكون له بصمة سواء في عمله أو في حياته العلمية أو الاجتماعية فليخطط لها، وألا يقف عند حد معين، سواء في المعرفة أو الثقافة أو العلم أو الأدب، وأن يظل يطور من نفسه ليكون إنساناً ناجحاً - بإذن الله تعالى -، وليضع بصمة في حياته، تكون له ذكرى بعدما يفارق الحياة؛ ليتذكره من يأتي بعده، ويرى ما قام به من إنجازات، ويفتخر بها؛ لأنه خلد اسمه فلن يُنسى أبداً.. أليس كذلك؟!
نوف بنت طلال - جامعة الأميرة نورة