صحيفة الجزيرة الغراء، وعلى صفحتها الأولى العدد 15634 الصادر يوم الأحد 3-10-1436هـ، كان العنوان المفرح، والذي زاد السرور بالعيد السعيد سروراً، ذلك الخبر السار: (الأمن يكسِّر عنق الإرهاب ويفكِّك (عنقودية) داعش.
وتضمن الخبر إلقاء القبض على (431) متهماً شكَّلوا خلايا عنقودية قصداً للإضرار بهذا الوطن الكريم، من خلال التخطيط لعمليات إرهابية تهدف للقتل والتدمير والإضرار بمقدرات التنمية، وذلك ضمن الإرهاب، هذا الغول الذي عمَّ العالم أجمع.
وكانت غالبية أولئك المتهمين من أبناء الوطن وممن يحملون الجنسية السعودية، وهذا لمؤسف حيث تأثروا بتلك الدعوات القادمة من خارج الوطن بقصد إلحاق الضرر بالوطن وبمن يقيم فيه، تدميراً وتخريباً وقتلاً لأرواح بريئة معصومة لا يحل قتلها إلا بما حدده الشرع المطهر.
وينضم إليهم عدد من الجنسيات الأخرى ممن يعيشون على أرض الوطن ويستظلون بسمائه الصافية ويتنعمون بخيراته الوافرة، أنهم يعيشون في الوطن العزيز المملكة العربية السعودية في أمن وأمان ورفاهية من العيش، ويحصلون على المال الذي يصل لأسرهم المقيمة في بلدانهم، ومع ذلك لم يشكروا ولم يعرفوا لهذا المعروف قدره، بل باعوا أنفسهم لتلك الدعوات البغيضة وعقدوا العزم على الإضرار بهذا الوطن الأم والذي احتواهم بعد أن ضاقت عليهم السبل في أوطانهم فحضروا بحجة طلب الرزق، وقد حصلوا على ما يريدون من أمن وأمان وطمأنينة واحترام وتقدير، وأجزم بأنهم يعلمون توجيهات القيادة الرشيدة في قضاء حوائج الجميع مواطنين ومقيمين، وعاملتهم بما يتفق والشريعة الإسلامية والاحترام، ومع ذلك ها هم ينكرون الجميل ويحاولون عض اليد التي امتدت لهم بالخير والعطاء. رحماك ربي ليتهم تشبهوا بالحيوانات والتي من طبعها الوفاء وعرفان الجميل، وهذا ما يعرفه الجميع عنها وإن كانت من نوع المفترسة، وهنا قصص واقعية تؤكد ذلك، فكيف يكون الحيوان الذي دون عقل أوفى من الإنسان والذي كرَّمه الله بالعقل وحسن التفكير، ولكنه الحسد، قاتل الله الحسد ذلك الداء البغيض، فهو بداية كل مشكلة ومنقصة، وهو ثابت بنص الكتاب والسنة، وقديماً قِيل كل ذي نعمة محسود، ونحن في هذا الوطن الكبير نعيش عدداً من النعم وليست نعمة واحدة، فأول تلك النعم هذا الدين القويم، نزل به الروح الأمين من لدن حكيم حميد، ثم ولاة أمر نحن منهم وهم منا لا تفصل بينا وبينهم حجب، بل نصل إليهم متى ما دعت الحاجة إلى ذلك، وهم معنا، فنحن وهم كالحلقة المفرغة لا يُدرى أين طرفاها، وهذه نعمة كبرى لأن سوانا قد لا يشاهدون مسؤوليهم إلا في وسائل الإعلام، كذلك أمن وإيمان واستقرار ورغد عيش حيث أفاء الله على بلادنا هذه الخيرات التي صُرفت فيما ينفع الأمة والوطن، وهناك الحرمان الشريفان في مكة المكرمة وطيبة الطيبة، ويعلم القاصي والداني ما يحصل لهما من عناية ورعاية، وكذلك المشاعر المقدسة والتي يفد إليها ملايين المسلمين لأداء نسك الحج والعمرة.
إضافة إلى لحمة متميزة، فلا أحزاب ولا طوائف ولا مذاهب ولا فصائل، بل أمة واحدة وعقيدة واحدة، لا شركيات ولا بدع ولا خرافات.
لذلك حسدنا من حولنا فراحوا يكيدون علينا ويدسون أنوفهم في كل صغيرة وكبيرة، ووجدوا من يستمع إليهم ويصغي لأحقادهم ومن أبناء الوطن ممن تحلوا بالعقوق ونكران الجميل، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ولكن عين الله لا تنام ولا تغفل، فربنا جلَّ وعلا يدافع عن الذين آمنوا ويفضح خطط الأعداء ودسائسهم، ويوكل ذلك جل وعلا لرجال الأمن أولئك العيون الساهرة والتي لا تنام بل تحرص وبكل إصرار على تتبع أولئك المغرضين الحاقدين ممن باعوا أنفسهم للأعداء فأصبحوا عوامل هدم وتدمير في وطنهم ومجتمعهم، ردهم الله إلى جادة الصواب.
إن هذه النجاحات الاستباقية والتي تعلن عنها وزارة الداخلية مشكورة مأجورة بين الحين والآخر لتدل دلالة واضحة على أن هناك رجالاً مخلصين، كذلك نحسبهم، وقيادة راشدة واعية تقود تلك النجاحات والتي يُعلن عنها بين الحين والآخر ليطمئن المواطن والمقيم على ثرى هذا الوطن بأن الوطن في رعاية الله وحفظه حيث تؤكد العناية الإلهية بأنها ستحفظ هذا الوطن بمقدساته وأهله من كيد الأعداء وشر الأشرار ممن لا يهنأ لهم عيش أو يقر لهم قرار حتى يخيفوا الآخرين الآمنين، قتلاً وتدميراً وخوفاً، هكذا كانوا وهكذا يكونون لأنهم عقدوا صفقة مع الشيطان عدو الإنسان الأول.
فشكراً لله ثم شكراً لقيادتنا الواعية الراشدة والتي توجه رجال الأمن إلى أقصى درجات الحذر والوعي مما يضمره الأعداء والمرتزقة ممن باعوا ضمائرهم وأصبح همهم التدمير والتخويف والترويع للبشر أينما كانوا.
والشكر موصول للعيون الساهرة في مختلف قطاعاتها العسكرية والأمنية حيث المتابعة والمراقبة والحذر وكشف هذه المخططات الإجرامية والقضاء عليها في مهدها، وها هي الجهة المعنية بذلك وزارة الداخلية مشكورة مأجورة تسعد أبناء الوطن بين الحين والآخر بهذه الضربات الاستباقية القاضية، فشكراً ثم شكراً، وخاب الأعداء وخسروا بحول الله.
محمد سكيت النويصر - إمام وخطيب وعضو الدعوة في محافظة الرس