سلمان محمد البحيري ">
بعدما توصلت مجموعة الدول الكبرى الست «أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين» مع إيران إلى اتفاق جنيف، وهو ما يعرف بـ6+1 بشأن برنامج طهران النووي المثير للجدل وذلك من أجل أخذ ضمانات من طهران، بأن يكون البرنامج النووي سلمياً وتخفيض التخصيب وعدد المفاعلات النووية مع السماح بعملية التفتيش الدولية من قبل وكالة الطاقة الذرية على المفاعلات النووية والعسكرية، في المقابل أن ترفع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي العقوبات الاقتصادية عن طهران، ولقد قوبل هذا الاتفاق بحذر بالغ من الدول العربية والخليجية وباستهجان من إسرائيل التي وصفته بالاتفاق السيئ، ولكن كان هناك من هو متفائل بأن الهدوء والسلام سيعم المنطقة وستتفرّغ طهران لتنمية اقتصادها ولشعبها، ولكن أعتقد بأن طهران لن تتخلّى عن سياستها التوسعية بعد اتفاق جنيف، وأن الفوضى ستتصاعد في المنطقة لأنه منذ وصول الملالي للحكم في طهران وهدفهم هو تصدير الثورة والتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة لزعزعة الأمن والاستقرار فيها وذلك بسبب سياسة الإرهاب الطائفية والمتمثلة في إقامة المجازر بالعراق وسوريا واليمن، وإثارة القلاقل في البحرين والعوامية وغيرها، فالاتفاق النووي هو بالنسبة لطهران هو طوق النجاة بعد رفع القيود عن الأموال في المصارف الدولية، فالشعب الإيراني يريد أن ينعكس ذلك عليه ويحس به من خلال تحسّن الاقتصاد والقضاء على البطالة والفقر والتضخّم وشح الأدوية والمواد الغذائية في الأسواق.
ولقد لوحظ اهتمام الدول الكبرى بعد رفع العقوبات بالتسابق على تقاسم الكعكة الإيرانية؛ وذلك من خلال طلب الحصول على عقود الاستثمار في البترول ولكن الاتفاق لم يلزم أو يحاسب طهران على رعايتها وممارستها للإرهاب أو مناقشتها لانتهاكاتها في مجال حقوق الإنسان، لذلك في رأيي ستزيد غطرسة النظام الإيراني في المنطقة بعد الاتفاق النووي في جنيف، وسيصبح ذلك جلياً بعد رفع القيود والعقوبات الاقتصادية، حيث ستسخّر هذه الأموال لدعم المنظمات الإرهابية بالمال والسلاح مثل حزب اللات وحركة الحوثي وداعش والقاعدة وفيلق بدر والعباس وفيلق القدس وغيرها من العصابات الكثيرة المرتزقة، من أجل المشروع التوسعي الصفوي، والضحية قبل ذلك الشعب الإيراني الذي يئن من شدة الفقر، فالدول الكبرى إذا تغاضت عن إيران من أجل مصالح اقتصادية فستماطل طهران كثيراً وستستخدم قوتها النووية والتي ستكون مدعومة بالصواريخ البالستية العابرة للقارات في المستقبل القريب من أجل تصدير الثورة، وستشهد المنطقة سباقاً في التسلح النووي وحروباً بسبب إرهاب الدولة الإيراني مما يؤدي لا قدَّر الله لحرب عالمية ثالثة من أجل جنون العظمة الإيراني?