الكاتبة القديرة رقية الهويريني، ومن خلال زاويتها في جريدة الجزيرة والموسومة (بالمنشود) وفي عدد الجزيرة (15620) ص 26 ومن خلال عنوان المقال (الإرهابي الصغير) الأحد 18-9-1436هـ تحدثت الكاتبة عما حصل في دولة الكويت الشقيقة في تفجير مسجد الإمام الصادق، وما ذهب ضحية لذلك من إزهاق عدد من الأرواح البريئة وجرح الكثير، وما تبع ذلك من خوف ورعب وقلق، كل ذلك في بيت من بيوت العبادة والتي يجب أن تحظى بالعناية والاهتمام.
وأضافت الكاتبة، بأن ذلك التصرف كان نتاج ذلك الشحن النفسي المتواصل ضد من عنوا بذلك التفجير من قِبَل من قام بذلك العمل، إنما جاء نتيجة لشحن نفسي وعقدي، ولم يكن ذلك التصرف يحصل لو لم يجد من قام به تلك الجرعات التي تلقاها من خلال الخطاب الديني والوعظ وما يتم تداوله في قنوات التواصل الاجتماعي ضد تلك الفئة والأخرى، والإقصاء الحاصل دون حقائق وثوابت.
تقول الكاتبة بأنها ومن منزلها كانت تستمع لذلك الخطاب الديني الذي يؤكد على كراهية تلك الفئة لما لها من تجاوزات شرعية توجب إقصاءها وتكفيرها، وبالتالي تدميرها والقضاء عليها، ومن يفعل ذلك فله جزيل الأجر والمثوبة، هكذا تضمن ذلك الخطاب وبدون تثبت أو إدراك للعواقب من وراء ذلك العمل المشين.
وتواصل الكاتبة قائلة: إن كثيراً من العوامل تساعد على ذلك، حتى التربية الأسرية لها دور في ذلك، بل الآباء أنفسهم قد يتحدثون بذلك أمام أبنائهم دون روية وإدراك للعواقب المترتبة على ذلك لعدم استيعاب الأبناء لما يسمعون، ثم تتأسف الكاتبة في نهاية مقالها الذي وضع الأصبع على الجرح، تتأسف على ما يدور بخلد بعض الآباء حيث يعنون بالرقابة على البنات لما لهن من خصوصية بينما يتركون الأبناء الذكور بدون رقابة وبدون متابعة فيقع الأبناء الذكور صيداً سهلاً ثميناً لأعداء الدين والوطن، يتلقفون منهم كل ما يحيد بهم عن جادة الصواب فيكونون عوامل هدم وتدمير لما يتم من شحنهم وفق رغبات أولئك المغرضين والذين يظهرون بمظهر الصلاح والإصلاح وهم أبعد ما يكونون عن ذلك.
يقع الأبناء وهم في ريعان شبابهم في شراك أولئك المغرضين الذين ينفذون أجندة خارجية تهدف إلى الإضرار بهم وللآخرين. لذلك أكدت الكاتبة (رقية) بأن الأسر عليها مسؤولية كبيرة تجاه أبنائها، بل هي شريك معهم في عملية التربية والتعليم إضافة إلى الجهات الأخرى، ولكن الحمل الأكبر يقع على الأسرة حيث يترعرع الابن وينشأ ويأخذ أغلب صفاته وأخلاقه من الأسرة، فعليها مسؤولية عظيمة ووظيفة كبيرة حيث تكون الحصانة والحماية بإذن الله.
إذاً فالكاتبة والتي أدركت المسؤولية الكبرى والتي تبدأ من المنزل فلا بد من مراقبة دقيقة ومتابعة متواصلة وتوجيه وإرشاد حيث إن الابن يقتدي ويأخذ في البداية من أبيه فلا يحسن للأب أن يغفل أو يهمل تربية الأبناء ومتابعة ذلك منطلقاً في ذلك من قول المصطفى عليه الصلاة والسلام: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)، فالغذاء الروحي والتوجيه والإرشاد المنضبط قد يكون مصاحباً للغذاء الجسمي فالعدل ألا يغلب جانباً على حساب الجانب الآخر فيحدث ما لا تحمد عقباه.
شكراً.. للكاتبة رقية صاحبة القلم السيال والإضاءات المشرقة، والتي تضيئها من خلال جريدة الجزيرة في تلك الزاوية التي تطالع القراء بها كل أسبوع.
حفظ الله بلادنا وقيادتنا الرشيدة في قامة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - وفقه الله- ويشد من عضده ولي عهده وولي ولي عهده - حفظهم الله - وكل مخلص يكن للوطن الكبير المملكة العربية السعودية - حرسها الله - الحب والوفاء.
محمد بن سكيت النويصر - إمام وخطيب جامع وعضو الدعوة في محافظة الرس