سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة المحترم.
أشير إلى ما نُشر في صحيفة الجزيرة الغراء في الصفحة الأولى يوم السادس من شهر شوال لهذا العام (1436هـ)، بعنوان (ولي ولي العهد يوجه معاملة الشهيد الفلاسي معاملة نظيره السعودي مادياً ومعنوياً).
حيث ورد في هذا الخبر أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وجَّه بمعاملة الشهيد (رقيب أول سيف يوسف الفلاسي) من القوة الإماراتية في عمليات التحالف الذي استشهد معاملة الشهيد السعودي مادياً ومعنوياً.
أقول إن هذا ليس بمستغرب على سموه، وهو أن قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين (الملك سلمان بن عبدالعزيز) الذي تربى سموه ونشأ هو وإخوانه الآخرون في كنف وأسرة والده، هذه الأسرة التي تعد امتداداً لموحد هذا الكيان العزيز (الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه) عليه سحائب الرحمة الذي ربى أبناءه جميعاً رجالاً ونساءً على تقوى الله سبحانه وتعالى واتباع سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وقد اتسمت هذه التربية الإسلامية الصحيحة على شخصياتهم وسلوكهم بحب الخير ومساعدة الناس وقضاء حوائجهم دون مَنٍّ أو أذى، ودون رهبة أو خوف أو حاجز أو حجاب، وقد امتدت هذه التربية من استقامة وصلاح وحب الخير للناس جميعاً إلى أحفاده جميعاً، ومن هؤلاء الأحفاد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وقد أصل هذه التربية والتنشئة الإسلامية الصحيحة والده الملك سلمان بن عبدالعزيز -متعه الله بالصحة والعافية- الذي رأى فيه الحكمة والحنكة والصمت وبعد النظر وقياس الأمور والمواقف بمقاييسها الصحيحة، حيث إنه الرجل الصامت الذي يسمع أكثر مما يتكلم، ويجعل أفعاله تتحدث وتتكلم عنه، وهذا ما جعل والده يرشحه لمنصب ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، وقد حب سموه أفراد القوات المسلحة في مختلف فروعها الجوية - البرية - البحرية، وأصبح حبه هذا بأن كان وما يزال قريباً من أفراد هذه القوات في جميع المواقف، يواسيهم في أفراحهم وأتراحهم جنباً إلى جنب في مواقعهم العسكرية وفي مساكنهم ومنازلهم، ومن ضمن هذه المواساة والمعاملات تكريمهم معنوياً في مختلف الرتب ومادياً هم وأفراد أسرهم بما يرضيهم، ولو أن أرواحهم وأنفسهم هي عند سموه أغلى من كل تكريم، ولكن ما شاء الله قدر ولكل أجل كتاب، ولم تقتصر هذه المعاملة على السعوديين من أفراد القوات المسلحة بل امتدت إلى المشاركين في قوة التحالف التي تقودها المملكة لاستعادة الشرعية اليمنية بقيادة الرئيس اليماني عبدربه منصور، فشملت الشهيد (الفلاسي) من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وقبلة زملاء له من الدولة نفسها وغيره من المملكة المغربية، لأن سموه يعتبر أن مصيرنا واحد ومهمتنا واحدة وإن الجميع يقاتلون في خندق وأحد لذا رأى سموه أنهم يستحقون هذه المعاملة بالمثل مع إخوانهم أفراد القوات المسلحة السعودية.
آخر السطور للشاعر د. محمد المقرن:
(كبرنا فحملنا الهم أحمالاً ثقيلة ليتنا في قلب طفل كي نرى الدنيا جميلة)
- مندل عبدالله القباع