عبدالله بن عبدالعزيز الفالح ">
حذّرت هيئة كبار العلماء مؤخراً من الوقوع في مخالفة هدي الكتاب الكريم والسنّة النبوية الشريفة الصحيحة، وذلك فيما ينشر في بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من مخالفات شرعية لا تُقر ولا تُقبل من المسلمين. جاء ذلك في بيان لهيئة كبار العلماء ومما ذكرت الهيئة الموقرة: استعرضت ما نشر في بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من مخالفات شرعية لا تقر ولا تقبل من المسلمين؛ لما فيها من المحادة لله تعالى ولرسوله - صلى الله عليه وسلم- وردّ للشرع المطهر، الذي فيه الخير والصلاح والفلاح للثقلين, وإن مما أوجب الله تعالى على عباده: التسليم لأوامره ونواهيه، وقبولها والعمل بمقتضاها، ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (الحج 32).
ومن تلك المهالك والمخاطر العظيمة رد حكم الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم- اتباعاً للهوى أو بدعوى مخالفة العقل، فإنَّ هذا الرد لحكم الله ورسوله - صلى الله عليه وسلَّم - ناقض للإيمان بإجماع العلماء.
ومن تلك المهالك والمخاطر العظيمة أيضاً: الاستهزاء بأحكام الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم- والسخرية بهما، سواء كانت قولاً أو فعلاً أو كتابة أو غير ذلك، فإنَّ الاستهزاء والسخرية بهما مناقض للإيمان بإجماع المسلمين، يقول الله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ، لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ.. (التوبة 65 - 66)، وفي الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلَّم - يقول: (إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبيّن فيها، يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب) متفق عليه.
هناك من يشككون الناس في أمور دينهم في هذه المنابر الإعلامية والصحفية، لذلك يتحتم على الجميع عدم الانصياع لما يبث من خلال الكتابات المختلفة في تلك المنابر الصحفية أو وسائل إعلامهم الأخرى حتى لا يضلوا الناس بغير علم ولا بصيرة.. فقد قال جلّ وعلا: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (108) سورة يوسف.. هناك من يكتب عن بعض الأمور الشرعية المهمة خاصة ما يتعلّق بالمرأة ودورها في المجتمع. وللأسف فإن من هؤلاء من يجانبون الصواب في كثير من آرائهم وكتاباتهم ويذهبون مذاهب شتّى ويسيرون في طرق ليست مستقيمة ولا معبّدة!! هدانا الله وإياهم للطريق المستقيم..., وقد قال الله تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (33-34) سورة فصلت, وقال تعالى أيضاً: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ (125) سورة النحل. لأن أصل الدعوة إلى الله تبارك وتعالى يكون على بصيرة والنصيحة الحكيمة التي يجب أن تصدر من قبل من يعتلون المنابر الصحفية ويجب أن يستقوا ذلك من هذا المنبع الصافي ألا وهو الكتاب الكريم والسنّة الشريفة، وليس وفق معتقدات وأهواء غريبة ليست من الدين في شيء, فالبعض هدانا الله وإياهم يكتب في غير مجاله وتخصصه فيضع نفسه فقيهاً وعالماً ومفتياً ليأتي بالعجائب حتى إنه يذكر آراء ليست صحيحة.