حماد الثقفي ">
يطلقون عليها لقب أمل الفقراء! إنها التقنية التي بات مستخدموها لا يفتأون عن استخدام التطبيقات التي يعتمد عملها في الأساس على الإنترنت بشكل غير مقصود أو غير قانوني، مثمراً الخطر المتنمر بالبنية التحتية في المملكة والإضرار بأمننا واقتصادنا الوطني، فمن هجمات أربع قارات علي شركة أرامكو وزراعة فيروس تخريبي قام بحذف ملفات رئيسة، لاختراق موقع بوابة وزارة الداخلية منتصف2013م، لتسريبات ويكيليكس لمراسلات ورسائل وزارة الخارجية.. تعني أنها حرب نفسية بامتياز؛ أساسها الضغط والمساومة والابتزاز السياسي؛ لمعرفة ما هو «سري للغاية».
بل، هي حروب وهجمات بأدوات سيبرانية.. حرب جديدة غير مادية، لا عسكرية، قسمت ظهر السوفيت، وأنهكت العرب بربيعها، وأسقطت دولاً وقامات سياسية.. أثواب ووجوه عدة، مقدماتها عسس الإرهاب والفتن التي تواطأت فيها دول، وهي السر وراء قراصنة «ويكا ويكا»، مستهدفة وحدة وطننا وأمننا وقرارنا المستقل، فالتقنية لا كبير فيها ولا تستثني أحداً، حتى الدول التي ترى نفسها بمنأى عن الاختراق هي أولى ضحايا القرصنة، فمن سرقة أنظمة ومعلومات استخباراتية أميركية مؤخراً، إلى استغلال الحرب الالكترونية كبديل عن المواجهة العسكرية في ردع الخصوم، وهو ما حدث مع فايروس «ستكسنت» الذي هاجم برنامج إيران النووي عام 2010م.
كل تلك التداعيات الخطيرة نفسياً وأمنياً وسياسياً للحرب الالكترونية يمكن أن تكون خطرة إذا تناسينا وصية ملكنا ـ حفظه الله ـ أن نكون في الرخاء قبل الشدة «على قلب رجل واحد»، فلا الجيوش التقنية المعززة بتكنولوجيا حديثة، ولا قرصنتها ولا هجماتها الإرهابية تسلبنا هواءنا أو أرضنا أو مستقبل أولادنا.
إن قضية الأمن التقني وبناء نظام أمني سيبراني راسخ يمنع حدوث كوارث تقنية في مجالي القيادة والسيطرة مع إنشاء مركز متخصص لمكافحة الهجمات الالكترونية، وتعزيز الأبحاث الابتكارية لدى الجهات المختلفة بالمملكة، والعمل على تخريج الكفاءات الوطنية القادرة على لعب دور رئيسي في عملية توطين التقنية والمعرفة، وزيادة التدريب والتأهيل لهم في مراكز بحث متقدمة عالمياً لاطلاع المستمر على خلفيات الحرب الإلكترونية، وأساليب الاختراق المتطورة، والجهد الاستخباراتي لتنفيذ مثل تلك العمليات ضد المملكة، والعمل بسياسة الفرص المتعددة.
فالخطأ البشري هو ما تعتمد عليه تلك الهجمات.