عبدالحميد جابر الحمادي ">
الشدائد وحدها أكبر شاهد ودليل وبرهان لتجسد عمق الولاء والإخلاص والتفاني في الذود عن الوطن والإنسان، ولئن كان هناك شواهد أخرى على المواطنة مثل الإخلاص في العمل وإتقان المهام وإنجاز الأعمال كل فرد فيما يخصه ويعنيه وتحت مسؤوليته، فإن القتال والحروب تعمق وتوثق هذا الولاء بشكل لا يمكن تفسيره إلا بمعنى واحد وهو الإخلاص في الولاء.
منذ انطلاق «عاصفة الحزم» التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -وفقه الله- التي أتت استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحماية للشرعية وحفاظ على أمن اليمن والمنطقة ونحن نرى جنود الوطن البواسل في القطاعات كافة يذودون بأنفسهم حماية لأرض الوطن ومواطنيه ودفاعاً عن مقدراته ومقدساته وترابه ويتساقط بين الحين والآخر شهيد ومصاب، فما نرى سوى زيادة اللحمة والوصال والتقارب بين الراعي والرعية، وما نرى إلا أباً يتشرف بما قام به ابنه أو أماً تسعد بشهادة ابنها مما يبرهن ولله الحمد على صفاء العقيدة وإخلاص الولاء وبسالة الجنود.
مهما قلنا في حق من استشهد فلن نعطيه حقه أو نرد جمليه وإن كان لا ينتظر منا جزاء على واجب قدمه، وخاصة ونحن نعلم حرص ولاة الأمر ويأتي في مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين على رعاية مصالح أبنائهم وذويهم مادياً وصحياً واجتماعياً وعلمياً كما لو كانوا معهم وبينهم إلا أن هناك مقترحات وأفكاراً تجعلهم معنا دوماً كمواطنين ومنها ما يتطلب شراكة مع القطاع الخاص وأخرى في الجهاز الحكومي:
1- رسالة تبعثها شركات الاتصالات تصل لكل المشتركين فور الإعلان عن استشهاد أي مشارك في عاصفة الحزم.
2- إصدار تعميم من وزارة التعليم للقطاعات التعليمية كافة بوضع لوحة تحمل (شهداء الوطن) في عاصفة الحزم في كل مدرسة بنين أو بنات وهذا يجسد الاعتزاز ومحبة الوطن لدى الطفل والشاب.
3- عند إقامة أمانات المناطق احتفالات صيفية أو في المناسبات كالأعياد يكون هناك جناح خاص بشهداء الوطن وكذلك لوحات إلكترونية.
4- تخصيص جناح مميز يحمل صور جميع شهداء الوطن في مهرجان الجنادرية التراثي.
5- حث وزارة الشؤون الإسلامية الخطباء والدعاة بإبراز وإيضاح الدور الكبير لجنود الوطن.
6- عقد لقاءات تلفزيونية مع ذوي الشهداء وتبث في أوقات مختلفة.
7- يكون لهم لوحة بارزة تحمل صورهم وأسماءهم في المطارات كافة بالمملكة.
8- لوحة بارزة في الأسواق التجارية الكبرى في المناطق.
9- حث الرئاسة لرعاية الشباب الأندية الرياضية بتسجيل أبناء الشهداء للاستفادة من خدمات النادي الرياضية.
10- إصدار الصحف ملاحق خاصة عن شهداء الوطن والواجب.
إن العمل البطولي يستحق التمجيد والافتخار وهذا التكريم ليس دوراً قاصراً على القيادة السياسية والأمنية فهو مسؤولية تجب علينا جميعاً سواء كنا موظفين أو رجال أعمال أو طلابا في مقاعد الدراسة، فالأمن يستفيد منه الجميع وهو النعمة التي امتن الله بها على قريش حيث قال: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ}.