عبد المطلوب مبارك البدراني ">
القبيلة هي مؤسسة اجتماعية خلقها الله سبحانه وتعالى لهدف أسمى لعمارة هذه الأرض، لذا كانت ولا زالت القبيلة تقوم بدورها المنوط بها تجاه المجتمع الذي تنتمي إليه، وسبق أن تكلمت عن القبيلة وقد تكلم غيري عنها وهي النواة التي تشكلت منها المجتمعات في أنحاء المعمورة، وتشكلت منها المجتمعات العربية جميعها بلا استثناء، وهي التي رفعت راية العروبة عندما تهاوت الدول في تلك العصور السحيقة، وقبل ذلك كله القبيلة هي التي احتضنت دين الله القويم الإسلام ونصرته بعد نصر الله له عز وجل، وهي من قادت جيوشه في مشارق الأرض ومغاربها، كما أن لأبناء القبائل أخلاقيات عالية في الفضيلة والنبل، والشجاعة والكرم والمروءة، وأبناء القبائل أسهموا في توحيد هذه البلاد تحت راية قائدهم المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وللقبيلة مواقف معروفة يشهد بها القاصي قبل الداني، وكل قبائل المملكة العربية السعودية يسودها التكاتف والتعاون هذا إذا ابتعدت عن التعصب القبلي الممقوت الذي نهى عنه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عندما قال (دعوها إنها منتنة).
وفي الآونة الأخيرة ومع وجود القنوات الشعبية التي من سلبياتها التعصب القبلي بدأت تكثر المشاحنات بين القبائل وكذلك مشاحنات بين الأفخاذ في القبيلة بل بين فخذ القبيلة نفسه الذي قد لا يصل تعداده أحيانا إلى مائة شخص وقد يكون بين العائلات، وذلك بسبب ظاهرة المشيخة التي بدأت بارزة للعيان، قد يظهر شخص يريد أن يصبح شيخا أو معرفا للقبيلة وقد يتوافق معه البعض ولا يريده البعض الآخر.
قال لي احد الإخوة بسبب طلب أحد أفراد القبيلة أن يكون معرفا لها اختلفت القبيلة بكاملها وبدأت المرافعات للدولة بل اختلفنا نحن أسرة ذلك الرجل مع أن الإمارة لا تعطى لمن يطلبها.
عن عبدالرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تسأل الإمارة، فإنك إن أوتيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أوتيتها من غير مسألة أعنت عليها، وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيراً منها، فكفِّر عن يمينك وأت الذي هو خير»(23). فهذا الحديث نصٌّ في منع طلب الإمارة بقوله عليه الصلاة والسلام لعبد الرحمن بن سمرة: «لا تسأل الإمارة» وهو خطاب للجميع، إذ لا دليل على الخصوص. وبسبب طلب المشيخة قد تبدأ المشكلة والنزاعات التي قد ينتج عنها السلبيات الآتية:
- اختلاف القبيلة أو الأسرة بسبب اختلاف وجهات النظر حول من يعرِّف على القبيلة.
- انقسام القبيلة إلى قسمين أو ثلاثة مؤيد ومعارض وبعضهم يلزم الحياد لا يريد الدخول في مشاكل هو في غنى عنها.
- إشغال الدوائر ذات العلاقة بكثرة المطالبات والاعتراضات وإجراء التحقيقات التي تعتبر مضيعة للوقت ولا تفيد المصلحة العامة.. قد تسبب قطيعة الرحم بين الأقارب والإخوة وأبناء العم.
هذه بعض السلبيات وغيض من فيض، وقد تكون هناك سلبيات أخرى نتيجة المطالبات والخصومات حول الموضوع.
أقترح أن لا يعطى ختم الشيخة ولا التعريف على القبيلة لمن يبحث عنه إلا لمن هو كفؤ ويحمل مؤهلاً ويتحلى بالحنكة والحلم، وأن يكون بآلية انتخابية من القبيلة أو الفخذ حيث يأتي كبار القبيلة جميعهم وأهل العقد والربط والرأي السليم لاختيار من يرونه وأخذ أصوات القبيلة وإذا كانت هناك معارضات من البعض فلا داعي للمطالبات وعدم تعدد المشايخ في القبيلة الواحدة لأن ذلك قد يسبب الانقسامات قد تكون تلك الأخبار عن دراسة مكافأة مشايخ الشمل والمشايخ والمعرفين هي من أثارت بعض المطالبات.
نحن نعيش بفضل من الله ثم بفضل هذه القيادة الرشيدة في أمن وأمان أدامهما الله علينا، وليس هناك حاجة لإثارة النعرات القبلية.. هذا ما أردت توضيحه، والله من وراء القصد.
- وادي الفرع