الجزيرة - الرياض:
قالت نجوزي أوكونجو آيويلا، إن تكنولوجيا الهاتف المحمول يمكن أن تساعد في توفير الخدمات المالية للنساء الأفريقيات اللاتي ليس لديهن حساب مصرفي، والبالغة نسبتهن 80 في المئة، وفي تعزيز النمو الاقتصادي في أفقر قارات العالم.
وكانت أوكونجو آيويلا من بين نحو 12 من كبار المسؤولين الحكوميين والماليين ورجال الأعمال الذين اجتمعوا في نيروبي أخيراً لإطلاق خطة لتيسير الخدمات المالية لمزيد من النساء الأفريقيات الفقيرات.
وقالت أوكونجو آيويلا الرئيسة الفخرية المشاركة للمجلس الاستشاري لأفريقيا الذي أُنشئ حديثاً والتابع للمنظمة الخيرية (الشبكة المصرفية العالمية للمرأة) ومقرها الولايات المتحدة «الأمر ليس مجرد تمكين النساء إنما يتصل أيضاً بالنمو الاقتصادي».
وقالت «إذا لم نستطع تيسير وصول النساء في مشروعات أعمالهن إلى التمويل فإننا سنفتقد جزءاً لا يستهان بها من النمو داخل اقتصادياتنا».
واستشهدت بدراسة أعدتها شركة المحاسبة إيرنست آند يونج تظهر أن 75 في المئة من قوة الإنفاق الاستهلاكي ستكون في أيدي النساء بحلول عام 2028م.
وقال الخبراء إنه من المعروف أيضاً أن النساء أفضل من الرجال في سداد القروض وادخار المال.
وتقول الشبكة المصرفية العالمية للمرأة إنه في نيجيريا بلغت نسبة النساء اللاتي لم يستعملن قط خدمة مالية 73 في المئة. وهن بدلاً من ذلك يعتمدن على جمعيات الادخار التقليدية التي يقوم فيها فرد بجمع إيراداتهن اليومية.
وعملت الشبكة المصرفية العالمية للمرأة مع بنك الألماس النيجيري لاستحداث حساب ادخار رائد يُسمَّى «بيتا» يهدف إلى الوصول إلى هذه السوق الواسعة غير المستغلة.
وفي هذا النظام يذهب مندوبو البيع إلى أسواق لاجوس القائمة في العراء كل يوم بدلاً من انتظار مجيء العملاء إلى البنك. وباستخدام هواتفهم المحمولة يفتحون حسابات ادخار للتجار المشغولين في دقائق قليلة.
وهم يأتون أيضاً إلى أكشاك العملاء من التجار في الأسواق لجمع الأموال التي يريدون إيداعها في حساباتهم بالطريقة نفسها التي يقوم فيها من يشرفون على جمعيات ادخار غير رسمية بزيارة أعضائها. ويتم تأكيد الإيداعات برسائل نصية على الهاتف المحمول.
وفي العام الأول لهذا المشروع أصبح لأكثر من 132 ألف شخص حسابات «بيتا»، وقبل ذلك لم يكونوا قد فتحوا حساباً مصرفياً قط.
وقالت أوكونجو آيويلا «أعتقد أن التكنولوجيا ستساعدنا على نشر هذه الخدمة على نطاق واسع».
وتعد كينيا واحدة من البلدان الرائدة في أفريقيا بفضل الخدمات المالية التي تعتمد على تكنولوجيا الهاتف المحمول مثل خدمة (مبيسا) التي تقدمها شركة سفاريكوم.
وقال الخبراء إنه لا تزال توجد فجوة كبيرة بين الجنسين، إذ إن 53 في المئة من النساء يستعملن خدمات مالية رسمية بالمقارنة مع 71 في المئة للرجال.
وأحد التحديات التي تعوق العمليات المصرفية عبر الهاتف المحمول هو أن الأسر الفقيرة غالباً ما تمتلك هاتفاً واحداً يشترك فيه جميع أفراد الأسرة ويسيطر عليه الرجل.
وقالت جنيفر ريريا المديرة التنفيذية لمؤسسة تمويل المرأة الكينية أكبر شبكة للتمويل الأصغر في كينيا «النساء في أفريقيا لا يحتجن إلى الإحسان.»
وأضافت قولها «المسألة تتصل بتيسير الوصول (إلى التمويل). والسيطرة على الموارد التي يكتسبونها هي المسألة. والاحترام في القطاع المالي هو المسألة».
وتعتزم مؤسستها تقديم قروض للنساء لشراء هواتف محمولة حتى يمكنهن إجراء معاملاتهن المالية في سرية.
وقالت «إنه أمر بالغ الأهمية لتمكين النساء وإتاحة السيطرة لهن».