الشيخ سيف بن محمد العتيقي أحد علماء المجمعة. عرف بالسيرة الحسنة والبذل والصلاح. قال الشيخ حمد الجاسرعن أسرته: أسرة العتيقي إحدى الأسر العلمية في نجد. انتقل أجدادهم من وادي الصفراء - بالحجاز- إلى المجمعة وحرمة. تلقى الشيخ السيف العلم الشرعي واللغوي عن علماء زمانه في المجمعة وخارجها ثم مارس التعليم في بلده فأفاد. ولإحساسه بحاجة البلد إلى العلم والتعليم مع تردي الأحوال في ذلك العصر وعدم وجود تعليم ترعاه الدولة آنذاك.. فقد أوقف أحد بيوته بالمجمعة ليكون مدرسة لأبنائها أواسط القرن الثالث عشر الهجري، ولم يكتف بذلك بل أوقف على المدرسة نخلا له تصرف غلته عليها وعلى متطلبات الدارسين فيها. كما أوقف على المدرسة مكتبته التي يملكها..
يقول الشيخ محمد بن حميد صاحب كتاب السحب الوابلة في ترجمته للشيخ سيف العتيقي: له شهرة في الفضل والخير والصلاح أوقف كتبًا نفيسة عن شيخنا الشيخ عبد الجبار بن علي البصري. منها الفروع وتصحيحه بخطه المنقح وتهميشه، وقد سمعت الثناء على المترجم من عدة مشائخ منهم شيخنا الشيخ عبد الجبار المذكور ومنهم سلفي في إفتاء الحنابلة الشيخ محمد بن يحيى بن ظهيرة. وقد وقف له مدرسة في سدير، ووقف عليها كتبًا جمة ونخلا تصرف غلته على الطلبة. انتهى.
كما ترجم له الشيخ عبدالله البسام في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون. وقال عنه: الشيخ سيف بن محمد بن أحمد العتيقي من آل العتيقي أصلهم من بلدة المجمعة وحرمة من مقاطعة سدير وبعضهم نزح إلى الأحساء والزبير لطلب العلم فهم بيت علم، ثم ذكر بأنه من علماء القرن الثالث عشر الهجري
وقال: عبد الرحمن العثيمين إنه رأى خط المترجم له على كتابه. هداية الراغب. الموجود في مكتبة عبدالله بن خلف بن دحيان. في الكويت مؤرخ في ذي الحجة سنة 1236هـ.
وقال الشيخ عبد الرحمن بن عبدالله التويجري في كتابه الإفادات: إن المدرسة التي أوقفها سيف العتيقي في المجمعة قد بيعت بإفتاء بعض قضاتها سنة 1370هـ أو قبلها بقليل.
هذا وتقع مدرسة الشيخ سيف العتيقي قرب باب الرميلة وهو أحد أبواب سور المجمعة القديم غرب البلد، وهي قريبة من السوق القديم وجامع الملك عبد العزيز. وقد قام بالتعليم بهذه المدرسة بعد صاحبها بعض العلماء إلى أن استقر الرأي فيما بعد على أن تكون مقرًا لسكن القضاة الذين يعينون بالمجمعة ومنهم الشيخ عثمان بن علي بن عيسى، والشيخ عبد العزيز بن صالح بن مرشد، والشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى. ممن تولوا القضاء بالمجمعة. وآخرهم الشيخ ابن عيسى الذي خرج من المجمعة عند مجيء الشيخ عبدالله بن عبد العزيز العنقري إليها معينًا من الملك عبد العزيز قاضيًا على سدير بعد دخول المجمعة تحت ولايته -رحمه الله- عام 1326هـ
هذه نبذة عن سيرة علم من إعلام المجمعة. بذل وقدم لأهل بلده مثل هذا العمل الجليل. يتبرع بأحد بيوته ليكون مدرسة لأولادهم، وبأحد بساتينه ليصرف منه على حاجات المدرسة وطلابها، ويتبرع بمكتبته ليستفيد منها طلاب العلم. كل ذلك في وقت كان الناس فيه في غاية الجهد والحاجة وقلة ذات اليد. ألا يستحق هذا المحسن أن يطلق اسمه على إحدى مدارس مدينة المجمعة..؟؟
رحمه الله رحمة واسعة.
حمود بن عبد العزيز المزيني - المجمعة