أمين بن سعود الشريف ">
أعظم الظلم أن ترى من حولك من أصحاب أو أقارب يتحمسون لأفكار غير شرعية، سواء كان ضررها على نفسه أو مُتعدية الضرر على الغير ولا تقم بواجب النصح لهم بالطُرق السليمة والمواقف الحازمة، والأهم في المقال والقصد منه هو ما يجب على المواطن من اتخاذ الموقف الصحيح نظاما في نقد الفكرة الإرهابية من الطرف الآخر ونصحه وإذا حسم الأمر التبليغ عنه وكل ذلك لمصلحته ولمصلحة وطنه.
وبما أن عدالة الموقف تتوجب اتخاذ القرارات أمام هذه الفكرة، كذلك يجب أن يكون للمُبلغ بعض الضمانات للمحافظة على سرية موقفه، فكثير من المواطنين لا يُبلغون عن أفكار داعشية إرهابية لحساسية الموقف فالبعضُ تأخذه العاطفة وصعوبة التبليغ على من في صلبه من أبناء أو إخوان أو أصحاب.
ولذا فإن دراسة آلية تنظيم خطة للمواطن في إجراءات التبليغ على ما يكون من أفكار إرهابية هو تحت مهام - وزارة الداخلية - لما لها من الصلاحيات، وبالكاد فإن دراسة خطوات حل الإشكال لدي بعض المواطنين من التحرج في التبليغ عن الأفكار الارهابية يجعل الموقف حاسما ويحد من التوسع الإرهابي.
الإرهاب لا يقتصر على التفجير أو قتل الابرياء، وإنما هناك الإرهاب الفكري فهو يدخل في كل بيت بدون تكسير ولا تفجير، وقد أسميته «بتهريب الإنتاج الإرهابي» فمواقع التواصل الاجتماعي سهلت لهذه الطائفة عملية التوسع والتغلغل بكل سهولة لدى المجتمعات الإسلامية فجعلت منتجها تحت أيدي الشباب الإسلامي ويتداولون مقاطع منتجاتهم ويعرضون سلعهم في الساحات الالكترونية لما وجدوا فيها من الحرية المُطلقة فحقق ذلك أهدافهم ووسع نشاطهم.
لذا يجب على الفرد المسلم محاربة التغلغل الفكري، ومن الحلول عدم تداول المقاطع الداعشية التي تحث على الإرهاب أو تداول بعض المنتحرين وما يُغررون به بأنهم استشهدوا وغير ذلك من المقاطع التي تُغرر بأهل الإسلام وشبابه ليجعلوا منهم سلعة وآلة للتفجير في مجتمعاتهم.
ومن عدالة الموقع أمام الفكرة الإرهابية التبليغ عن كُل من تُسول له نفسه أن يُغرر بشباب المسلمين أو يقوم بتأييد أفكار داعش ويُساوم بصلاحهم أو صلاح معتقدهم، فاليوم عهد الحزم فعلى كل المواطنين أن يأخذوا بمبدأ الحزم ليكونوا أمة العزم، فلا يتحرج من التبليغ من علم بأنه تحت سطوة التغرير أو تحت محاولة زرع هذا الفكر له فعليه بتبليغ - المباحث العامة من خلال قنواتها وعليه جمع الأدلة الكافية ضد هذا العدو فبهذا يُطفئ نار التغلغل الفكري ويحد من انتشاره.
ونسأل الله لبلاد الحرمين وأهلها وشبابها السلامة من هذا الداء، وإلى اللقاء...!