حماد الثقفي ">
يحتفل الإنسان بالأعياد لأنه يتوسط الجموع المختلفة، خاصة ممن أثقلت عليهم الهموم ليُخفوا آلامهم وسط الضحكات والتهليلات والموسيقى التي تختفي فيها الحواجز الاجتماعية، فيلبس الكُل أزهى الملابس، ويُمارسون شعائرهم وعاداتهم الجميلة.. كبلاد الشرق كانت قديماً تُقيم احتفالات جماهيرية ضخمة مواكب وأناشيد وعروض التمثيل الإيماني، ثم عُرف أكثر من 50 نوعا من الحلوى في العصور الوسطى، ويقال: إن الفراعنة هم أول من عرف الكعك في البلاط الفرعوني، أما في بابل وأثينا وروما قديماً كانت الاحتفالات يرافقها الرقص والإباحية مثلها أعياد موسم الحصاد في فرنسا (العصور الوسطى) وما زالت بعض المظاهر منها في (كرنفال ريودي جانيرو) البرازيل.
وفي تراث العرب والمسلمين فيوجد ما لا يقل عن عشرة أعياد تتوزع على شهور السنة الهجرية متأثرة بأعياد جيرانهم من اليهود والنصارى، لكن أكبر أثر في أعيادهم حدث بعد ق (4هـ -10م). حيث قامت المذاهب والمدارس والطرق الإسلامية على ساقها، وأصبح لها أتباع كأهل السنة والجماعة والشيعة والخوارج. وكان أكبر تحول في احتفالية عيد الفطر في العصر العباسي حيث شاعت عادة تبادل الزيارات العائلية ثم حل العصر الفاطمي بإقامة مأدبة عشاء ليلة العيد يصل طولها 200م وعرضها 4م، وحاول صلاح الدين الأيوبي إلغاءها، إلا أنه فشل، ثم جاء الزمن الذي تحول فيه الاحتفال إلى «عادة» سنوية. ولكن العصر الإخشيدي جرت العادة بمشاركة الجيش بعرض عسكري كبير، تمسك بها أهل نجد وأكثر مناطق الجزيرة العربية بل وأضافوا لها بعض الإضافات ليُصبح في كل بلدة موائد يجتمع أهله عليه. ودارت الأمثال في البلدان كالقاهرة التي عرفت فكرة القوالب مثل: (بالشكر قدوم النعم)…(كل هنيئا) (كل وأشكر)، أما في الأعياد؛ فكانوا يشكلونه على هيئة عرائس، أما أرض الحرمين فشاعت فيها الأمثال الظريفة التي ترتبط بالعيد مثل قولهم (معيد القريتين مسني) أي جائع، وقولهم (مثل كالف منفوحة ضيع العيدين).
وتطورت مظاهر الاحتفال ببلدان مملكتنا بإبراز مظاهر الفرح والسرور وتولى القيام بهذه المظاهر جهات حكومية تقوم بترتيب احتفالات العيد من عروض فرق الرقص والطيران الشراعي والألعاب النارية، والمسرحيات، إلى جانب العروض السعودية في منطقة قصر الحكم لإدخال السرور على المواطن والمقيم..
فاجعلونا لا نقتلُ فرحةَ العيد التي تُحيطُ بمجتمعِنا وأمّتنا ليلاً أو نهاراً.. لا متناسين أهالي شهدائنا أو نسيانهم..