عثمان بن حمد أبا الخيل ">
البنية التحتية لشوارعنا الداخلية والرئيسة في معظم مدن ومحافظات مملكتنا الحبيبية تشتكي شركات الاتصالات وشركات المياه والكهرباء والبلدية والصرف الصحي والمقاولين من عدم الاهتمام بالبنية الفوقية، مما جعل الشوارع بحالة يرثي لها من تقرحات ونتوءات وانخفاضات وتشققات، وكل ما يضر العين والمركبات. شوارعنا الداخلية بحاجة ماسة إلى بوتكس يجعلها تحافظ على رونقها وجمالها وبصفة مستمرة. المواطن يستحق أنْ يتمتع بشوارع نظيفة جميلة مُشجرة، المواطن يستحق أنْ يقود مركبته دون مطبات صناعية وشوارع معبدة بأحدث الطرق. شخصياً توقفت أكثر من نصف ساعة في مدينة برلين الألمانية أراقب كيف يعَبِّدون الشارع طبقة من الحديد المسلح ومهندس بيده ميزان مائي يتفحص مُيول الشارع وعمال مهرة، لماذا لا نكون كذلك؟ المهندسون سافروا كثيراً لحضور دورات وقاموا بزيارات ووقفوا وشاهدوا وراقبوا لماذا لا يطبقون؟
أحياء جديدة وبمسميات جميلة تعطيك الجمال النفسي والعيني، لكن شوارعها في حالة يشفق عليها، فلماذا لا يشفق عليها المسئولون وهم يستخدمون هذه الشوارع؟، ما الذي يمنع أن تكون شوارعنا مشابهة لشوارع مجمع شوارع شركة أرامكو السعودية في الظهران؟ ترى هل شوارعنا تتماشي مع تلك الأموال والميزانيات الضخمة التي تخصص لها؟ أجزم أن معظم المسئولين سافروا إلى أوروبا وشاهدوا وتمتعوا بتلك الشوارع التي لا تحتاج إلى بوتكس، إنها شوارع معبدة بطريقة هندسية ممتازة وحسب المواصفات العالمية، نحن نستحق أن تكون شوارعنا كذلك. ما ينقصنا التنسيق بين الجهات ذات العلاقة، هذا التنسيق ضروري ومن دونه لا نستحق. لماذا لا تتم المشاريع كافة قبل سفلتة الشارع؟ لماذا لا يوجد تنسيق بين الجهات المعنية؟
يبدو والله أعلم الرقابة أثناء التنفيذ هو الذي جعل شوارعنا الداخلية بهذا الحال، ومن أنواع الفساد الإداري حيث أجاب رئيس هيئة مكافحة الفساد عن تأخر في التسليم وتنفيذ سيئ للمشاريع، ونادراً ما يتم تنفيذ المشروع بالشروط المنصوص عليها في المواصفات، وهذا نتيجة ضعف الرقابة. وحصل أن مديراً لإحدى الجهات بإحدى المناطق لا يعرف موقع بعض المشاريع. وقد يكون هناك فساد بين المقاول والمشرف والجهة الحكومية، وفي معظمها السبب الإهمال الشديد، وكذلك المقاولات من الباطن.
من المسؤول عن هذه الأضرار في شوارعنا!! هل هي البلدية أم أعضاء المجلس البلدي؟! وهل صحيح هناك صلاحيات واسعة للمجالس البلدية.. وعضو «شورى»: أداؤها ضعيف. لماذا هو ضعيف والصلاحيات واضحة ومكتوبة. المشكلة تكمن في الرقابة والتعثر ليست في نقص الأفكار، بل التنفيذ وقياس النتائج على أرض الواقع. الواقع مغاير لما هو متفق عليه، الواقع شيء وما هو متفق علية شيء آخر. عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ).
حكومتنا الرشيدة بقيادة وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - خصصت مليارات الريالات في الميزانية العامة لرفاهية المواطن، المواطن الذي قال عنه الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، أمير منطقة نجران «حثّنا خادم الحرمين الشريفين على تقوى الله، ومراقبته في السر والعلن، والعناية والاهتمام بمصالح المواطنين والمقيمين، وتعزيز الخدمات المقدمة لهم، وتلمس احتياجاتهم، والعمل على تلبيتها».