مطيع النونو ">
من متابعتي لما يصدر عن النظام الإيراني الشيعي من انتقادات عدوانية على مضمون دين الإسلام السني الذي حمله رسول الله تعالى (القرآن العظيم). وهذا النظام الشيعي يتدخل في الشأن الإسلامي ويكثر الفتن على رسالة الإسلام دون خجل وملل ولا احترام لرسالة الإسلام.
لقد أقام رسول الشريعة الإسلامية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالدعوة الخالصة لدين الله الواحد عند المسلمين في جزيرة العرب وعند الذين يتكلمون العربية.
إن المدنية الإسلامية ظهرت في أرض واحدة في جزيرة العرب وكان الجميع إخوة متضامنين وأصدقاء متحابين لا يختصمون ولا يقتتلون، ولا يكفر بعضهم بعضا.
وأمر الله سبحانه وتعالى رسول الله صلى الله عليه وسلم العمل على تهذيب العقيدة الإنسانية والنفس البشرية وليرشد الناس بألوهية الله تعالى الواحد القهار، وتطرد كل الشرور والخواطر السيئة عن نفسها ولتعريف الإنسان بقيمة نفسه والتي كانت مجهولة في عصور الجاهلية.
وثبتت شريعة الإسلام وحدها هى المنقذة للإنسانية مهما بلغت العقبات باعتبارها خلاصة لجميع الرسالات السماوية، وفتح رسول الله عليه الصلاة والسلام وخلفاؤه الراشدون العالم وأفضوا عليه نور السماء على العالم كله.
وأقول كلمة الحق: إن المملكة في عهد الملك سلمان تثبت الوطن الروحي للإسلام في ظل كتاب الله تعالى القرآن الكريم والسنة النبوية لرسول الله عليه الصلاة والسلام.
كان القرآن الكريم والسنة النبوية تؤمان لا ينفصمان وربط مصير أحدهما بالآخر, ولا عز للعرب إلا بالإسلام.
وقالت السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: «كان آخر ما عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام أن قال: «لا يترك لجزيرة العرب دينان»، وعن عمر بن الخطاب الخليفة الراشد قال: «إنه سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع فيها إلا مسلما».
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أبغض الناس إلى الله عز وجل، من يبتغي في الإسلام سنة الجاهلية.
وقوله تعالى لرسول الإسلام: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}(سورة الكهف، الآية: 110). لذلك إن مرجع الشريعة الإسلامية إلى أصلين شريفين موثقين: القرآن الكريم، والسنة النبوية، فالقرآن الكريم أصل الدين، ومنبع الصراط المستقيم، ومعجزة النبي العظمى، وآياته الباقية على وجه الأرض.
والسنة النبوية إنما هي بيان مفصل للقرآن الكريم وشرح لأحكامه وبسط لأصوله، وتمام لتشريعاته، والسنة النبوية تثبت للمعصوم - صلوات الله وسلامه عليه - انها تشريع وهداية، وواجبة الاتباع بلا تردد-.
وشاهد العالم في هذه المرحلة المتردية، بأن عمل الشيطان الإيراني هو الذي يتدخل في أمور الناس مع زمرته داعش المجرمة، وهي تقتل وتدمر وتذبح وتخطف الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ وتمارس الحرمات، وقد اكتشفت المقابر الجماعية في كثير من المناطق التي سيطرت عليها داعش وزمرتها الوحشية بدون شفقة ولا رحمة.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنني لم أبعث لأعذب بعذاب الله، فإنما بعثت لضرب الرقاب، وشد الوثائق»، وإن رسول لله عليه الصلاة والسلام جعل يمر بين القتلى يوم بدر فيقول: «لا يفلق هاما»، فيقول الخليفة ابوبكر رضي الله عنه: «(من رجال أعزة علينا وهم كانوا أفسق وأظلما)
ما جاء الإسلام إلا ليقضي على همجية القتل والعنف والاعتداء على الآخرين، وليقيم الأخوة والمحبة والمودة بين البشر كلهم.
جاء الإسلام ليستل من القلوب أضغانها وأحقادها، ويملأها بعد ذلك حكمة ورحمة للإنسان على هذه الأرض، فيعيش الناس في هناء وسعادة.
إن كتاب (القرآن) الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هما الحكمان على أرض المملكة في كل الأمور الدنيوية، باعتبار أن شريعة ألإسلام هي أساس كل التنظيمات في الدولة السعودية الحديثة، وهذا مايؤكد بأن الإسلام دين حضاري، دين كل المبادئ والمحاسن العظمى، ولم تعرف البشرية نظاما للعدالة كما عرفه الإسلام ويضمن للإنسانية الحق والعدل والخير والمساواة بين كل البشر.
إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- واضح ملتزم منهجا شاملا لسياسة المملكة العربية السعودية استنادا لكتاب الله (القرآن ) الكريم إنه منهج حكيم، وطريق قويم بينه القرآن الكريم في قوله تعالى: لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (سورة فصلت، الآية: 42).
إن هذا التوازن المحكم يحدد أولا: علاقات المسلم مع نفسه وأهله والأقربين، وثانيا يحكم علاقاته بإخوانه في الدين أيا كانوا وحيثما كانوا، وثالثا: يحدد علاقات الفرد المسلم مع سائر الناس، ورابعا: علاقته بالكون المحيط به.
ولا شك أن صدق الإنسان مع نفسه وإخلاصه النية لله يورثه الطمأنينة، ويكسبه الثقة والقدرة على التعامل مع الآخرين تعاملا إيجابيا مثمرا يعكس الإحساس بالمسؤولية، وبقيمة الإنسان ورسالته في هذا الوجود.
والشكر للملك سلمان على كل مواقفه الإنسانية، وتذكرني هذه المواقف بما سبق وقاله لي الأمير نايف بن عبدالعزيز - طيب الله ثراه - ولي العهد ووزير الداخلية وأمير الأمن في شبه جزيرة العرب مؤكدا أن الوطن هو الحياة لذلك نبني الغد، وكان الأمير نايف يتابع التحولات الجذرية التي تحدث في العالم الخارجي لذلك لم تكن تلك الأحداث غائبة عنه من خلال نظرته للمستقبل وفي توجيه الأجهزة الأمنية ويقول: إن الصراع بين الحق والباطل وبين الخير والشر، إنه صراع أبدي تختلف أدواته في كل أمة وتتجدد في كل زمان، ومع أن الانتصار دائما للحق والبقاء إن شاء الله للخير، ولكن لا بد من الاستعداد والإعداد للتواصل وتنمية القدرة البشرية المعتمد على القدرة الإلهية ليكون الحق أبدا هو الأعلى والخير دائما هو السائد.وكان في ذهن أمير الأمن وتأكيده كما يقول: يجب علينا أن نهيئ أنفسنا لمواجهة المستقبل لأننا جزء من العالم ونتأثر بما يحدث في الخارج وخاصة في التعامل مع الجرائم المتطورة التي لم تشهد المملكة مثيلا لها في السابق، ويتطلب إعداد العاملين في مجال الأمن فكريا والتصدي لهذه التيارات الهدامة في المجتمع، والدفاع المستميت عن عقيدتنا الإسلامية وثوابتها.