جورج وويدون سميث ">
الفصل السابع
15 أغسطس: صحا الجو قليلًا، فأخذنا القطار جميعًا متجهين إلى مارجيت، وكان جوينج أول من قابلناه في المحطة، فقلت: مرحبًا، ظننتك ذهبت إلى بارماوث مع أصدقائك من برمنجهام. فقال: نعم لكن بيتر لورنس كان مريضًا جدًا فأجلوا زيارتهم وجئت أنا إلى هنا، هل تعلم أن آل كومينجز قادمون أيضًا؟ فقالت كاري: أوه سيكون هذا ممتعًا! لا بد أن نقضي بعض الأماسي سويًا للعب. عرفتهم بلوبين قائلًا: سيسعدك أن تعرف أن ولدنا عاد إلينا! فقال جوينج: ماذا تعني؟ هل تقصد أنه ترك المصرف؟ فغيرت الموضوع سريعًا لأتجنب أسئلة جوينج المحرجة التي يبرع فيها.
16 أغسطس: رفض لوبين تمامًا أن يسير معي إلى الساحة لأنني كنت أرتدي قبعة القش الجديدة وسترتي مشقوقة الذيل، لا أعرف كيف يفكر هذا الولد.
17 أغسطس: ذهبنا أنا وكاري للإبحار في حين رفض لوبين القدوم معنا. لقد كان أمرًا مريحًا أن أكون مع كاري وحدنا، لأنه كلما أغضبني لوبين كانت تقف في صفه.
18 أغسطس: جاء كومينجز وجوينج لنرتب جميعًا لأمسية نقضيها في مارجيت. ولأنها كانت تمطر، طلب جوينج من كومينجز أن يرافقه إلى الفندق للعب البلياردو لأنه يعلم أنني لا ألعبها أبدًا، بل إنني أستهجنها. قال كومينجز إن عليه الإسراع في العودة إلى مارجيت، فعرض لوبين أن يلعب معه مقابل مئة وهذا سيفتح شهيتي للعشاء. فقلت: ربما لا يهتم السيد جوينج باللعب مع الفتيان، لكن جوينج فاجأني بقوله: أوه أنا لا أمانع إن كانوا يلعبون جيدًا. وغادرا سويًا.
19 أغسطس الأحد: كنت على وشك وعظ لوبين فيما يتعلق بالتدخين (الذي يفرط فيه جدًا) والبلياردو، لكنه ارتدى قبعته وخرج. وعندها أعطتني كاري محاضرة طويلة حول عدم استحسانها الواضح لمعاملتي للوبين كما لو كان مجرد طفلز شعرت أنها كانت محقة نوعًا ما، لذا قدمت له سيجارًا في المساء، وبدا مسرورًا بذلك لكنه قال بعد بضع نفخات: هذا نوع قديم جيد، جرب واحدًا مما لدي، وأعطاني سيجارًا طويلًا وقويًا، لقد كانت صفقة جيدة.
20 أغسطس: كنت سعيدًا لأن يومنا الأخير على الشاطئ مضى بشكل حسن رغم أن الجو كان غائمًا. ذهبنا لرؤية آل كومينجز (في مارجيت) مساءً، وكان الطقس باردًا، فبقينا في الداخل ولعبنا، وكان جوينج يخرق القواعد كالعادة.
22 أغسطس: ما أحلى العودة إلى المنزل ثانية! اشترت كاري بعض المفارش الصوفية الزرقاء الجميلة لتضعها تحت المزهريات. كتبت شركة فريبس جانوس وشركاه إلينا تعتذر لعدم توفر وظائف شاغرة لديهم من أجل لوبين.
23 أغسطس: اشتريت زوجًا من رؤوس الأيل المصنوعة من جبس باريس بنية اللون، ستكون مناسبة جدًا لصالتنا الصغيرة وستمنحها شيئًا من الأناقة، إن صناعتها فائقة الجودة. أرسلت شركة بولرز وسميث اعتذارًا لعدم وجود شواغر للوبين.
24 أغسطس: دعت كاري السيدة جيمس من سوتون لقضاء يومين أو ثلاثة معنا رغبة منها في إسعاد لوبين ومنحه بعض البهجة لأنه يبدو مكتئبًا نوعًا ما، ولم نخبر لوبين عن ذلك لأننا نرغب في مفاجأته.
25 أغسطس: وصلت السيدة جيمس من سوتون بعد الظهر جالبة معها باقة كبيرة من الأزهار. كلما رأيت السيدة جيمس أزداد قناعة أنها امرأة لطيفة ومحبة لكاري. ذهبت إلى غرفة كاري لتخلع قلنسوتها وأمضتا هناك قرابة الساعة تتحدثان عن الثياب، أما لوبين فقد قال إنه ليس متفاجئًا بزيارة السيدة جيمس، لكنها متفاجئ بها!
26 أغسطس الأحد: تأخرنا في الوصول إلى الكنيسة لأن السيدة جيمس أمضت الصباح بأكمله في الحديث عمَّا سنرتدي. لا يبدو أن لوبين ينسجم معها. أخشى أننا سنواجه بعض المتاعب مع جيراننا الذين سكنوا الأربعاء الماضي، لأن عددًا من أصدقائهم الذين يقودون عربات كلاب كانوا بغيضين. منذ ليلة أو ليلتين، ارتديت صدارًا أبيض، وكنت أضع إبهامي في جيب الصدار أثناء مشيي ( وهي إحدى عاداتي) بدأ رجل يجلس في واحدة من تلك العربات ويبدو أمريكيًا الغناء بطريقة سوقية: لدي ثلاثة عشر دولارًا في جيب صداري. ظننته يعنيني وتأكد ظني لأنني عندما كنت أتجول في الحديقة بعد الظهر مرتديًا قبعتي العالية، رمى أحدهم سهمًا مفرقعًا مستهدفًا قبعتي فانفجر مثل كبسولة القدح. فاستدرت بحدة ورأيت الرجل الذي كان في العلبة يبتعد عن النافذة.
27 أغسطس: ذهبت كاري والسيدة جيمس للتسوّق، ولم تكونا قد عادتا بعد حين وصلت إلى المنزل من المكتب. وأخشى أن السيدة جيمس تملأ رأس كاري بالكثير من الهراء عن الثياب. ذهبت إلى منزل جوينج ودعوته إلى العشاء، لنحظى بوقت طيب. أعدت كاري سريعًا يتألف من بقايا اللحم البارد، وقطعة صغيرة من السلمون (الذي كنت سأرفضه لو كان هناك شيء أفضل لنقدمه) والمحلبية والكاسترد، بالإضافة إلى فطائر المربى. وجعلتنا السيدة جيمس نلعب لعبة جيدة في الورق، وأصبت بالذهول أو بالأحرى بالغضب حين نهض لوبين في منتصف اللعبة قائلًا بنبرة مستهزئة: أرجو معذرتي، إن هذا النوع من اللعب سريع جدًا بالنسبة لي، لذا سأذهب وأستمتع باللعب بكرات البلي في الحديقة الخلفية. كانت الأمور ستزداد سوءًا لكن جوينج (الذي يبدو منحازًا للوبين) يرى ضرورة ابتكار ألعاب جديدة. فقال لوبين: لنلعب لعبة القرود، ثم اقتاد جوينج في أرجاء الغرفة ثم أوقفه خلف الزجاج، ولا بد أن أعترف أنني ضحكت لرؤية ذلك بشدة، وما أزعجني من الجميع أنهم كانوا يضحكون حول أمر لم يوضحوه لكنني اكتشفت عند ذهابي إلى النوم أنني كنت أسير طوال الأمسية بغطاء واق عالق بأحد أزرار معطفي.
28 أغسطس: وجدت آجرة كبيرة في وسط حوض الزهور، وقد أتى بلا شك من جيراننا. ليس لدى شركة باتلز وباتلز وظيفة للوبين.
29 أغسطس: إن السيدة جيمس تجعل من كاري امرأة حمقاء فعلًا. فقد ارتدت كاري ثوبًا يشبه الجلباب، وقالت إن التطريز هو آخر صيحات الموضة، فقلت إنه يثير غضبي. كانت ترتدي أيضًا قبعة كبيرة بحجم سطل الفحم في المطبخ ولها الشكل نفسه. عادت السيدة جيمس إلى منزلها، وسررنا أنا ولوبين لذلك. كانت هذه هي المرة الأولى التي نتفق فيها على أمر ما منذ عودته. شركة ميركنز وأولاده ليس لديها وظيفة للوبين.
30 أكتوبر: أود معرفة من قام بتمزيق الأسابيع الخمسة أو الستة الأخيرة عمدًا من مفكرتي، إن هذا أمر وحشي فعلًا. مفكرتي مفكرة للخربشة وفيها الكثير من الفراغات لأدون بها أحداث أيامي، وبهذا التدوين أمحو كثيرًا من آلامي (باعتزاز شديد). سألت كاري إن كانت تعرف شيئًا عن ذلك، فقالت إنه خطئي لأنني تركت مفكرتي بوجود الخادمة التي تنظف وتكنس المنزل، فقلت إن ذلك ليس جوابًا لسؤالي، وكان ردي هذا - الذي أظنه ذكيًا جدًا - سيكون ذا تأثير أكبر لو لم يضرب مرفقي المزهرية على الطاولة الموضوعة في الممر مؤقتًا وأوقعتها فتحطمت. استشاطت كاري غضبًا، لأنها كانت واحدة من مزهريتين أهدتهما لنا في زفافنا السيدة بيرتيست صديقة قديمة لقريبة كاري، فناديت الخادمة وسألتها عن المفكرة. قالت إنها لم تكن في غرفة المعيشة أبدًا، فبعد أن انتهت من الكنس نظفت الخادمة الأخرى الغرفة وأشعلت المدفأة بنفسها. عثرت على قطعة ورق محروقة قرب حاجز الموقد وتفحصتها ووجدت أنها قطعة من مفكرتي، لذا فقد كان من الواضح أن أحدهم مزق مفكرتي ليشعل النار، فأرسلت في طلب الخادمة بيريل غدًا.
- ترجمة/ بثينة الإبراهيم (بتصرّف)