دأبت بلاد الحرمين الشريفين على استقطاب مجموعات من الطلاب الوافدين من شتى أقطار العالم للدراسة في الجامعات السعودية، وخصصت نسبة عالية من مقاعد الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة للطلاب الوافدين وهذه منقبة جنت منها الدولة ثمارا لا تحصى، وأصبح خريجوا هذه الجامعات السعودية دعاة في بلدانهم، ومنهم من تقلد مناصب قيادية عليا في دولهم وجلهم يكن المحبة والولاء للمملكة حكومة وشعباً ويعدون أنفسهم سفراء لبلاد الحرمين الشريفين منافحين عنها في الأزمات السياسية ناشرين للدعوة السلفية في بلدانهم، وفي الآونة الأخيرة شهدت الساحة اكتساحاً غير مسبوق للدول العربية وبلدان الأقليات المسلمة من قبل « جمهورية إيران» وسعيها لاستقطاب آلاف الطلاب من الطلاب العرب وأبناء الأقليات المسلمة للدراسة بالجامعات الإيرانية وافسحت المجال لهم للدراسة في كافة التخصصات (العلمية والنظرية) بعد اتقانهم للغة الفارسية ومنحوا تسهيلات غير مسبوقة ترغيباً وسعياً للتأثير على أفكارهم ومعتقداتهم ليعودوا بعد تخرجهم دعاة ناشرين لمذهبهم الباطل حاملين الولاء لهم ناشرين الكره والبغض للسنة المطهرة والعداء لأهلها.
وأمام هذا التمدد السرطاني للمذهب الصفوي في ظل ضعف المؤسسات والجمعيات الدعوية التي حجم دورها الدعوي والتعليمي في بلاد الأقليات بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بذريعة (الإرهاب)! وافسح المجال أمام الجمعيات والمؤسسات الصفوية للتمدد في أقطار العالم دون عوائق واستغلال التعليم كأحد أهم أساليب استقطاب الشباب وتجنيدهم. وحيث إن نظام الاعتماد الاكاديمي حالياً يفرض على الجامعات منح 5% من المقاعد للطلاب الأجانب فمن المفترض أن توجه هذه النسبة ويزاد عليها عليها لاستقطاب النابهين من أبناء الأقليات المسلمة في اصقاع العالم الذين يؤمل من احتوائهم وتعليمهم في جامعاتنا أن يكونوا سفراء للمملكة حاملين عقيدة التوحيد الصحيحة نافعين لبلادهم وأمتهم يكنون المحبة والولاء لحكومة بلاد الحرمين الشريفين التي تبنتهم واحتضنتهم وافسحت المجال لاستقطابهم ورعايتهم وتأهيلهم للدراسة في الكليات النظرية والتطبيقية.
وفي تصوري أن تبني وزارة التعليم ممثلة بالجامعات السعودية لهذا المشروع الاستراتيجي في ظل هذه المرحلة المفصلية سيمنح المملكة بعداً عالمياً بحكم أنها مهبط الوحي ومحط أنظار المسلمين وقبلتهم ومهوى أفئدتهم.
د. خالد بن هدوب المهيدب - الأستاذ المشارك بجامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز