تجنّب الفتن واجب من أهم واجبات الدّين.. وأكثر الناس لا يفرّق بين الهدى والضلال ">
حائل - خاص بـ«الجزيرة»:
نبّه داعية إسلامي إلى خطورة الفتن وشدّة حاجة المسلم إلى الاعتصام بالله - عز وجل -، والاستمساك بوحيه، والاستقامة على دينه وصراطه، والأخذ بأسباب السلامة من الفتن والوقاية منها.
وقال الداعية عبيد الطويّاوي إن شأن الفتن شأن عظيم، والاهتمام بها للحذر منها وتجنّبها، واجب من أهم واجبات الدين، وخاصة أن من شأنها تشابه السبل، والتباس الأمور، وحيرة العقول، فلا يفرق فيها أكثر الناس بين الهدى والضلال والمحق والمبطل.
وأشار إلى أهم الأسباب للوقاية من الفتن وهي الاشتغال بطاعة الله - عز وجل - وعمارة الأوقات بالعبادة بشتى أنواعها وأشكالها، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: « العبادة في الهرج كهجرة إليَّ « يقول النووي: المراد بالهرج هنا: الفتنة واختلاط أمور الناس.
وشدّد الطويّاوي من التعرض لهذه الفتن واتقاء أي سبب يؤدّي إلى الوقوع فيها، لأن الذي يعرض نفسه لهذه الفتن، يقع فيها لا محالة، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث المتفق عليه: « ستكون فتن: القاعد فيها خيرٌ من القائم، والقائم فيها خيرٌ من الماشي، والماشي فيها خيرٌ من الساعي، من تشرّف لها تستشرفه، فمن وجد ملجأً أو معاذاً، فليعذ به «.
ومن أسباب السلامة من الفتن: الارتباط بالعلماء الربّانيّين، والرجوع إليهم والتزام توجيهاتهم، واعتزال أهل الفتن ودعاتهم، ومقاطعتهم وهجرهم والبعد عنهم، والحذر من الانضمام إليهم والانخراط في صفوفهم وتكثير سوادهم وتأييدهم بأيّ نوع من التأييد. بل التحذير منهم، والتواصي باتقائهم واجتنابهم، والإنكار عليهم. حسب توجيهات الدين، وكذلك عدم الاستماع إلى مثيري الفتن والدعاة إليها، والإعراض عن أقوالهم ومقالاتهم وكتاباتهم حتى لا يحصل أيّ تأثر بهم وبشبههم، نعوذ بالله من مضلّات الفتن، ما ظهر منها وما بطن، إنه سميعٌ مجيب.