الموت حق وكأس بين الأنام دوار.. قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}.
وإن اختلفت أسباب الرحيل تبقى النتيجة واحدة رحيل بلا عودة،
من لم يمت بالسيف مات بغيره
تعددت الأسباب والموت واحد
فالموت يجدّد الأحزان ويقلّب المواجع، فوفاة العم أحيت في نفوسنا ذكرى رحيل والدي، لقد أفلت شمس عمي الفاضل الشيخ سعد بن محمد الحسين بعد مرض لم يمهله طويلاً، رحل عنا في العشر الأواخر من رمضان هذا العام في اليوم الثالث والعشرين من هذا الشهر الفضيل، حيث ووري الثرى في مقبرة صفية بحريملاء تاركاً لنا الحزن والألم في قلوبنا، فقد كان - رحمه الله- يفرح شديد الفرح عندما يزوره أحدنا ورحيله لم يكن محزناً لنا فحسب، بل لكل من عرفه، حيث عهد عنه - رفع الله درجته في عليين - كفافه وتعففه واستقامته وكفاحه في هذه الحياة المليئة بالمتاعب والصعوبات. عُرف بكرمه على الرغم من قلة ذات اليد وحبه للناس. انتقل للعمل في وظائف عدة لتوفير حياة كريمة لأزواجه وأفراد أسرته، وجالس في بداية حياته - وكان عمره خمسة عشر عاماً - أحد طلبة العلم في زمانه الشيخ العلاَّمة القاضي فيصل آل مبارك في مدينة الجوف من أسرة المبارك المعروفة بالعلم والوجاهة والمكانة الاجتماعية المرموقة، أعلى الله منزلته في جنات النعيم، آلت إليه مناسبة اجتماع الأسرة السنوي في عيد الفطر بعد رحيل والدي - غفر الله لهما- كل عام إلى أن تدهورت حالته الصحية حفظ الشعر وبعض المتون الشرعية والنحوية وأثنى عليه جيرانه ومعارفه بحسن الجوار وبشاشة الوجه وطلاقة المحيّا والكرم، وحزنوا لرحيله فسيرته العطرة ونبل أخلاقه باقية له بعد انتقاله لحياة البرزخ، فالذكر الحسن للمرء عمر ثان.
أفلت شمس عمي المشعة بالحب وصلة الرحم؛ فهو كما قال الشاعر وقد أصاب كبد الحقيقة:
تولى وأبقى بيننا طيب ذكره
كباقي ضياء الشمس حين تغيب
العزاء لنا جميعاً نحن أفراد أسرة الحسين وأبناءه وبناته وزوجاته، اللهم اغفر لعمي وتجاوز عن سيئاته وأكرم نزله ووسع مدخله واجمعنا به في جنات النعيم، وإنا على فراقك يا عمي لمحزونون. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
ابن أخيه / عبد العزيز بن سليمان الحسين - محافظة حريملاء