عبدالعزيز بن سليمان الحسين ">
كما هو والعرف والعادة منذ الأزل القديم تلتقي الأسر والعوائل بعيد مناسبة العيد السعيد يجمعها الحب والمودة وصلة الرحم، ويكتنفها التكافل والتراحم وتقديم العون والمساعدة للمعتازين من ذوي القربى تحقيقاً لقول الباري «الأقربون أولى بالمعروف»، وبحمد الله ما زالت تلك الخصلة الحميدة والخلق الجميل مستمرة إلى يومنا هذا وصار الآباء يعملون جاهدين على توريثه لأبنائهم جيلاً بعد آخر، ولكون تلك اللقاءات تسودها المودة والبساطة ويغيب عنها التكلف وطابع الرسمية والتحفظ كانت محط أنظار وترقب الجميع، لا سيما الشباب والصغار، ومن المعلوم بداهة أن أقصر الطرق لطرح موضوع أو معالجة قضية هو طريق اللقاء عبر أجواء الفرح والسرور حيث يمكن من خلالها إيصال رسائل عدة مباشرة وغير مباشرة تستهدف العمود الفقري للأسر والعوائل، وهم شبابها وصغارها ونظراً لما ابتليت به أمة الإسلام والعروبة في هذا الزمان الذي ظهرت فييه شرذمة تسعى للنيل من وحدة الدول والشعوب تحت أغطية عدة، همها الأول الوصول لفكر الشباب بغية التغرير به وإيقاعه في مستنقعها المليء بكل ما شذ وحاد عن المعتقد الإسلامي الوسطي، والعمل على تجنيد تلك الطاقات الشابة لخدمة أعداء الوطن والأمة والشواهد كثيرة على تبرؤ العديد من الأسر من تصرفات بعض أبنائهم المنافية لكل فعل جميل وخلق نبيل، والإعلان عن البقاء على عهد البيعة والذود عن حياض الوطن والأمة، ويعول المختصون في شتى المجالات على دور الأسر في دحر كل صاحب فكر متطرف؛ سواء كان بصناعة مناعة ذاتية أو طلب مساعدة من الجهات المختصة حال بزوغ بوادر توجه غير سوي لدى أحد أفرادها، ولعل من المناسب بمكان أن يتم الاستفادة من اللقاءات العائلية في إتاحة الفرصة للشباب عبر الحوار حول أبرز القضايا الساخنة في الساحة اليوم وتكريس الجهود لنشر القيم الوطنية وعمل استبانة استقراء عن وجهات نظر الشباب حول تلك القضايا ودور الأسر في خلق بيئات تملؤها الشفافية حماية لأبنائهم ووطنهم فهل تكون تلك اللقاءات الأسرية المباركة صاحبة المبادرة الأولى في حماية الناشئة؟