عبير الدخيل ">
إنَّ من يرى تهافت المغَرر بهم من شبابنا على الانتحار والقتل وتدمير الحرث والنسل، تتكون لديه استفهامات كثيرة لا حصر لها ولا أجوبة، لماذا ينزلق شبابنا خلف الفكر الداعشي المتطرف بسهولة؟!!
هل لأنه تكونت لديهم لبنات وبيئة خصبة في عقولهم، لتقبل مثل هذه الأفكار المتطرفة وبسهولة؟!!
أم أنَّ المشكلة قد تكون أسرية ونتيجة لتفكك الأسرة، وغياب الدور الرقابي للشباب من قِبل ذويهم، وعدم إعطائهم الوقت الكافي لمعرفة شخصياتهم وعمل تشخيص سطحي لميولهم وتحفيزهم ودعمهم، من خلال تكوين صداقة بين ربِّ الأسرة والشاب، ومعرفة مراحل تطور شخصية الشاب، ومعرفة سلوكه والمفاتيح التي يستطيع من خلالها ربُّ الأسرة التواصل مع ابنه ومن هو تحت رعايته، فكثير من الأهل يجهل كيفية التعامل مع أبنائهم مما ينعكس سلباً على الابن فتتطور لديه النزعة العدوانية والانتقامية، فيصبح أداة سهلة لأذية المجتمع ومن حوله، ومع الأسف الكثير من الأهل يتهاون في بعض الملاحظات على الابن، فتتفاقم المشكلات والعلل حتى ندخل في غياهب التطرف، ومع الأسف يجهل الكثير الحيثيات والطرق المناسبة لإخراج الابن من وحل التطرف.
المشكلة بحد ذاتها تحتاج إلى علاج من أساسها واستئصالها من الجذور، والحل يبدأ من المدرسة، فيجب أن تكون مناهجنا وسيلة لتحصين الشباب من أي فكر خارجي أو متطرف قد يضر بالشخصية والفطرة الإنسانية السليمة، يجب أن تكون مناهجنا لقاح مناعة وحصانة لشبابنا ضد أي أفكار شاذة، فلا يكون شبابنا لقمة سائغة في فم المحرضين، من المهم أن تكون قناعات شبابنا ثابتة ومبادئهم نبيلة وراسخة منذ الصغر، لأن العلم في الصغر كالنقش في الحجر، فالحلال بَيِّن والحرام بَيِّن، وديننا دين وسطية واعتدال ورحمة، فيصبح شبابنا محصناً ولا يستطيع أي متطرف أو صاحب أفكار هدامة أن يستميله بسهولة، يجب أن يكون لدى شبابنا عقلية خصبة منتجة ليست متحجرة، تناقش وتحاور وتميز بين الخطأ والصواب وبين الحقيقة والأباطيل الكاذبة، وليست عقلية فقط للحشو والاستقطاب.
هل تصدقون حقاً بأن شبابنا يقتل نفسه ويقتل أهله ويقتل أي شخص كان أمامه لأن هذا جهاد، وسيجزى نعيماً ويلقى حور العين، ويرى ما لا رأته عين ولا سمعت به أذن، هل طريقه الوحيد للجنة إذا تشبه بالنساء، وقتل الأبرياء، واستباح دماء المسلمين؟!!
هل كان قتل المسلمين سبباً لدخول الجنة؟!!
العقل السليم والخالي من الشوائب هو من ينبذ ويجرم هذه الأفعال البشعة، فكل ما يفعله الدواعش ومن هم على شاكلتهم هي أفعال تحرمها الأديان والأعراف الإنسانية، وينبذها ويستنكرها عقل الإنسان البسيط، فأين أنتم ذاهبون بهذا الفكر الكافر الضال الذي لا يمت للإسلام بصلة لا من قريب ولا من بعيد.
نحن نعلم أن لأمتنا أعداء لا تريد لنا خيراً وتكيد لنا المكائد، لكن يبقى سؤال يصول ويجول في رأسي، كيف يغَرر بشبابنا بهذه السهولة؟!!
لماذا يسهل استخدامهم كأدوات لأعداء الأمة ضدنا؟!!
أريد جواباً..