الحربش.. يعلن مصادقة مجلس «أوفيد» على خطة إستراتيجية لـ(10) سنوات ">
الجزيرة - الرياض:
أعلن أمس مدير عام صندوق الأوبك للتنمية الدولية (أوفيد) سليمان جاسر الحربش، عن اختتام اجتماعات المجلس الوزاري لدورته السنوية العادية السادسة والثلاثين، التي عُقدت هذا العام في العاصمة النمساوية، فيينا، حيث تم استعراض ومراجعة إنجازات المؤسسة ووضع السياسات المستقبلية لها.. ويمثِّل مجلس أوفيد الوزاري السُّلْطة العليا للمؤسسة ويتألف من وزراء المالية وغيرهم من كبار مسؤولي الدول الأعضاء في أوفيد ويجتمع مرة واحدة في العام.. وقد تم خلال انعقاد هذه الدورة انتخاب دولة الجزائر لرئاسة المجلس ممثلة من قبل وزير المالية، عبدالرحمن بن خلفة؛ وجمهورية الإكوادور نائباً للرئيس.
ومن أبرز ما أسفرت عنه اجتماعات المجلس الوزاري لهذا العام هو المصادقة على الخطة الإستراتيجة الجديدة للمؤسسة، التي تضع إطاراً لأنشطة المؤسسة التشغيلية والتطوير المؤسسي خلال السنوات العشر القادمة (2016-2025).
وفي كلمته للمجلس، أشاد الرئيس المنتهية ولايته، علي شريف العمادي بخطة عمل المؤسسة الإستراتيجية واصفاً إياها بأنها على قدر كبير من الأهمية والجودة، حيث تركز على الحلول المبتكرة المرنة ذات الكفاءة العالية. وأكد العمادي على أن برنامج الخطة الجديدة من شأنه أن يضاعف حجم الاستفادة من إنجازات المؤسسة خلال الآونة الأخيرة، وخاصة فيما يتعلق بوضع المؤسسة الخاص بمحاربة فقر الطاقة.
وشدد العمادي على أهمية الأشهر المقبلة في تحديد شكل واتجاه جدول أعمال التنمية العالمية، مشيراً إلى وضع أوفيد في هذا السياق، حيث أكدت البلدان الأعضاء على «مواصلة دعمها لأوفيد والتمسك بمبدأ التنمية الشاملة المستدامة للجميع» وفقاً لأهداف الأمم المتحدة الجديدة للتنمية المستدامة التي سيعلَن عنها في شهر سبتمر - أيلول المقبل.
استعراض العمليات
وفي تقريره للمجلس الوزاري بشأن عمل مجلس الإدارة منذ آخر اجتماع عقد في يونيه - حزيران 2014، أثنى رئيس مجلس المحافظين، عبدالوهاب البدر من الكويت، على جهود المجلس المتواصلة، مشيراً إلى اعتماد تمويلات جديدة تقدر بنحو 1.7 بليون دولار أمريكي لدعم 74 مشروعاً في مختلف المجالات الإنمائية. وسلط البدر الضوء على التقدم الملحوظ في تعزيز المؤسسات وبناء القدرات البشرية، معرباً عن شكره للدول الأعضاء لحرصهم على تحقيق رسالة ورؤية أوفيد ومواصلة نجاحه.
وفي بيانه للمجلس، استعرض الحربش إنجازات أوفيد خلال العام المنصرم، مبرزاً دوره كمؤسسة ساعية إلى توسيع نطاق أنشطتها، ومكانته التي يحظى بها والتي أتاحت له زيادة حجم نفوذه وتأثيره على ساحة التنمية الدولية فضلاً عن قدرته الفائقة على التكيف والمواكبة بالرغم من بيئة الأعمال التجارية التي تزداد تعقيداً وغموضاً.
واستشهد الحربش ببيانات أحدث تقرير سنوي يغطي الفترة ما بين يناير - كانون الثاني وديسمبر- كانون أول 2014 مشيداً بجهود المؤسسة خلال هذا العام الذي حقق رقماً قياسياً، حيث بلغ إجمالي اعتمادات ومصروفات أوفيد 1.6 و 1.1 بليون دولار أمريكي على التوالي، وهي نسبة ارتفاع غير مسبوقة.
وأعرب عن رضاه معلناً «أن هذه الأرقام ليست فقط مرضية للغاية بل هي أيضاً دليل قوي على نجاح برامجنا المختلفة الساعية لإعادة الهيكلة والرغبة المستمرة لتحقيق ما هو أكثر من ذلك.»
وتطرق الحربش إلى وضع ومكانة أوفيد الإستراتيجية الجديدة لا سيما فيما يختص بالتركيز على النهج الترابطي لتحقيق أمن الطاقة والماء والغذاء، والتي وصفها بأنها تمثل «التحديات الحاسمة في القرن 21». وأشار الحربش إلى إن هذا النهج قد شكل العمود الفقري لخطة أوفيد الإستراتيجية للعقد المقبل. وأكد للمجلس على أنه حتى الآن قد تم بالفعل «تخصيص 68% من إجمالي تعهدات أوفيد لدعم المشروعات المتعلقة بهذا النهج المترابط لأمن الطاقة والماء والغذاء.
وفي إطار مبادرة أوفيد «الطاقة من أجل الفقراء»، تحدث الحربش عن الجهود المبذولة في هذا المضمار، مشيراً إلى إحراز المزيد من التقدم على صعيد الجهود التنفيذية والداعمة. وأشاد المدير العام بقرار أوفيد بقيادة الجهود الرامية إلى حشد الدعم من أجل القضاء على فقر الطاقة من خلال مشاركة شركات البترول والغاز في هذا الجهد.
وقال السيد الحربش: «نحن نعمل الآن بشكل وثيق مع العديد من الشركات لتفعيل جهود التعاون المشترك، ونتطلع إلى انضمام الدول الأعضاء لدينا إلى هذه الجهود».. وبالإشارة إلى «مرحلة التحول» التي بدأها أوفيد منذ عشر سنوات، أكد الحربش على أهداف المؤسسة الساعية إلى تحقيق المزيد من الفاعلية والاستدامة، وأعرب عن سروره مؤكداً على أن الجميع في أوفيد «يعمل على تلبية كافة متطلبات النجاح الواضحة».. وأضاف: أستطيع أن أقول بكل ثقة أنه عندما يتعلق الأمر بتحقيق الاستخدام الأمثل لمواردنا والحفاظ على التوازن بين مهمة واستدامة موارد المؤسسة، فنحن نقوم بجهود حثيثة مرضية».
واختتم مدير عام أوفيد كلمته معترفاً بالتحديات المزدوجة التي تواجه أهداف التنمية المستدامة وتتمثل في نموذج إنمائي عالمي جديد وبنية جديدة للتمويل، مؤكداً للوزراء على أن «لدينا قناعة راسخة برسالة ورؤية أوفيد.. ونثق بقدرتنا على القيام بمهمة أوفيد على أكمل وجه.. ونعول على استمرار الثقة وتواصل الدعم من الدول الأعضاء.. ونعلم أن بإمكاننا الاعتماد على إرشادات خبرائنا في المجلس الوزاري الذي يمثل السلطة العليا في أوفيد.
وقد تم خلال الجلسة المصادقة على البيانات المالية للمؤسسة للسنة المالية 2014، واعتماد التقرير السنوي لنفس العام. وقد شهد المجلس الوزاري مراسم مَنح جائزة أوفيد السنوية لعام 2014 لمؤسسة مستشفى سرطان الأطفال 57357 (أنظر البيان الصحفي رقم 2015/15م)؛ فضلاً عن اختيار أربعة فائزين بمنح أوفيد الدراسية للماجستير من قيرغيزستان ونيكاراغوا وفلسطين وسيراليون.. ومن المزمع أن تُعقد الدورة القادمة لمجلس أوفيد الوزاري في الثاني من شهر يونيه - حزيران 2016 في العاصمة النمساوية، فيينا.
من ناحية أخرى، أعلن الحربش، عن فوز مؤسسة مستشفى سرطان الأطفال (57357) في مصر بجائزة أوفيد السنوية للتنمية لعام 2015 تقديراً واعترافاً بجهود المركز في تخفيف معاناة الأطفال. وقد تم تسليم الجائزة بقيمة 100 ألف دولار أمريكي خلال المراسم الرسمية التي أقيمت خصيصاً بهذه المناسبة في صباح أمس على هامش اجتماعات مجلس أوفيد الوزاري، الذي يعقد دورته السنوية السادسة والثلاثين هذا العام.وقد قام بتسليم الجائزة رئيس المجلس الوزاري، ورئيس مجلس المحافظين والمدير العام للسفير المصري لدى النمسا خالد شمعة نيابة عن المستشفى 57357. ومن المعلوم أن مؤسسة مستشفى سرطان الأطفال 57357 هي مؤسسة خيرية مصرية غير هادفة للربح بكيان قانونى مستقل أنشئت في يناير 2004 لتكون نموذجاً فريداً للتغيير نحو طفولة بلا سرطان.
وقد قام بدعم المستشفى في بداياته نخبة من رجال الأعمال الأوفياء لبلدهم.. وتعد المستشفى من أكبر المراكز لعلاج سرطان الأطفال في العالم من حيث الطاقة الإستيعابية، وهو ليس مجرد مستشفى، بل مثال رائد للتغيير ومؤسسة شاملة لمكافحة سرطان الأطفال وتقديم الرعاية الطبية فائقة الجودة لجميع المرضى مجاناً. وتستخدم المستشفى حلولاً عالية التقنية لمساعدة الأطباء لرعاية نحو 1500 طفل سنوياً.
ووفقاً لتقرير العمل العالمي ضد السرطان من منظمة الصحة العالمية هناك أكثر من 160.000 طفل يتم تشخيصهم عالمياً بمرض السرطان، وما يقارب 90.000 من هؤلاء الأطفال الذين لا ينجون من المرض، حيث 80% من هؤلاء الأطفال يعيشون في البلدان النامية.
وفي كلمته بهذه المناسبة، أشار الحربش إلى أن فوز المستشفى 57357 بجائزة أوفيد السنوية للتنمية يأتي تأكيداً على حرص أوفيد على تشجيع المبادرات الصحية في البلدان النامية، وشدد على أهمية الصحة في القضاء على الفقر، حيث الصحة تمثل البوابة الحقيقية للتقدم الاجتماعي والاقتصادي، لذا يضع أوفيد الصحة ضمن أولوياته وبرامجه وسياساته.
عند استلامه للجائزة ألقى السفير المصري سعادة السيد خالد شمعة كلمة بالنيابة عن المستشفى 57357 قائلاً: إن «منظمة أوفيد تسعى لدعم مبادرات التنمية الذاتية فى الدول النامية وهو ما يهدف مستشفى 57357 لتحقيقه من خلال التعليم والتدريب والبحث العلمى وأيضاً من خلال توفير رعاية صحية مجانية على أعلى مستوى لجميع أطفال مرضى السرطان، وهو ما يعمل على رفع فرص الشفاء والأمل فى مستقبل أفضل».
وتجدر الإشارة إلى أنه قد تم إطلاق جائزة أوفيد السنوية للتنمية وقيمتها 100 ألف دولار أمريكي في عام 2006، وذلك تشجيعاً للمنظمات والأفراد ممن يساهم عملهم في دعم التنمية المستدامة والتخفيف من حدة الفقر.. ومن بين الشخصيات والمؤسسات التي حازت على الجائزة سابقاً: مركز كاكينيا للتميز في كينيا لسعيه الدؤوب من أجل تمكين وتحفيز الفتيات الصغيرة من خلال التعليم، جامعة أشيسي في غانا لعمله في تعليم جيل جديد من القادة لإفريقيا، مالالا يوسفزاي، تقديراً لنضالها الشجاع لدعم حق الفتيات والنساء في وادي سوات في باكستان في الحصول على التعليم؛ الدكتور مازن الهاجري، الجراح الإماراتي المتخصص في زراعة قوقعه الأذن تقديراً لجهوده الإنسانية وإجراء عمليات جراحية لا حصر لها للأطفال الصم في غزة؛ والدكتور محمد يونس، مؤسس بنك الفقراء في بنجلادش؛ ومنظمة «بارتولينا سيسا» للإتحاد الوطني للفلاحات من السكان الأصليين في بوليفيا؛ ووزارة شئون المعتقلين والأسرى المحررين في السلطة الفلسطينية»، تقديراً لجهودها في برنامج إعادة تأهيل الأسرى والمحررين الذي يمثل الهيئة الوحيدة التي تعمل في فلسطين لتيسير إعادة تأهيل السجناء السياسيين السابقين وإعادة إدماجهم في المجتمع.