اطلعت على ما ورد في تعقيب الشئون الصحية بمنطقة القصيم المنشور بتاريخ 29 - شعبان 1436هـ، المتضمن عدم الاستفادة من مقر مستشفى الرس القديم لسببين: أولهما أن المحافظة فيها قطاع صحي يكفي لعلاج الأهالي والقرى والهجر المحيطة بهذا القطاع، والسبب الآخر هو عدم توافق هذا المقر مع معايير الجودة العالمية لاعتبارات هندسية وإنشائية... إلخ.. ورد غير مقنع على طلب المواطن لعدة أسباب منها:
1 - الشئون الصحية هداهم الله تسرعوا في الرد على المواطن الذي يناشد معالي الوزير التوجيه بالاستفادة من هذا المستشفى، ولم يناشد المديرية الذين تركوا هذا المستشفى مهجوراً منذ 10 سنوات كان يمكنهم خلالها تأهيله والاستفادة منه كمقر لمستشفى الولادة وتوفير تكاليف بناء مقر جديد والتي تربو على 330 مليون ريال.
2 - وجود مستشفى سعة 256 سريراً لا يكفي لعلاج - أولاً - سكان المحافظة الذين يزيد عددهم على 150 ألف نسمة.. وثانياً علاج الحالات المحولة من مستشفيين صغيرين وأكثر من 52 مركزاً صحياً منتشراً في غرب المنطقة باعتباره مستشفى مرجعياً بشهادة المديرية نفسها حسبما ورد في أحد ردودها، كما لا يكفي لعلاج غير السعوديين الذي يتم علاجهم على حسابهم الخاص، وهم نسبة كبيرة ما يعني وجود حاجة لزيادة إمكانيات هذا القطاع بمستشفى رديف ولو بطاقة 100 سرير وتوفير مراكز متخصصة كمركز للأسنان ومركز سكر ومركز للصحة النفسية وغيرها من المراكز التي تساعد على تجويد الخدمة وفقاً للمعايير العالمية وتخفيف الضغط على المستشفى الوحيد الذي يعطي مواعيد بعد أشهر، وكل هذه الإضافات يمكن للمستشفى القديم احتواؤها في حال تجهيزه، وهذا أضعف الايمان وإلا فالقطاع الصحي في محافظة الرس الذي يخدم حوالي نصف المنطقة بحاجة إلى تعزيزه بمستشفى تخصصي.
3 - الاعتبارات الهندسية والإنشائية لمبنى مستشفى الرس القديم مماثلة للاعتبارات الهندسية والإنشائية لمستشفى بريدة ومستشفى عنيزة القديمين اللذين قامت المديريه بتأهيلهما والاستفادة منهما دون مراعاة لهذه الاعتبارات التي لا توافق معايير الجودة.
4 - المعايير الهندسية والإنشائية التي توافق معايير الجودة يكون تطبيقها على الإنشاءات الجديدة وليس على المباني القائمة والعامرة لتبرير القول بعدم الاستفادة منها ومن ثم التعامل معها على هذا الأساس.
5 - يُلاحظ عدم الدقة في توصيات اللجان الهندسية التي تذكر المديريه أنها أوصت بعدم الاستفادة من هذا المستشفى، ويستدل على ذلك بأن هذا المستشفى لم يتم بناؤه دفعة واحدة، وإنما تمت توسعته وتطويره من 100 سرير إلى 250 سريراً خلال سنوات، وبالتالي فالعديد من أقسامه في حالة إنشائية جيدة، ثم كيف كان هذا المبنى صالحاً للاستخدام حتى آخر يوم من تاريخ إحلاله بالمبنى الجديد ثم لا تجد هذه اللجان حرجاً في القول بأنه لا يُستفاد منه.
6 - وأخيراً، فإذا كان هذه المستشفى لا يُستفاد منه من وجهة نظر الوزاره، فلا ينبغي هدمه بل الذي ينبغي هو عرضه للاستثمار من جانب القطاع الصحي الخاص، لأن مصلحة المحافظة تتطلب ذلك، وحرصاً على أملاك الدولة العامرة من أن تكون ضحية لاجتهادات غير موفقة ومراعاة لمشاعر المواطنين الذين يحز في نفوسهم المساس بشيء من مكتسبات مدنهم ومحافظاتهم.
7 - شاكرين ومقدرين ما ننعم به من أمن ورفاهية وخدمات مجانية تحت مظلة قيادتنا الرشيدة - رعاها الله -.
محمد حزاب الغفيلي - الرس