أماني المعجل ">
في المجتمع غير الثقافي وغير المهتم بكمية الكتب الموجودة على وجه الكرة الأرضية التي لم يقرأ منها إلا ما يروي ظمأ القحط الأدبي فيه، أن لا تقرأ فتلك مشكلتك أولا ولكن أن تنقد القراء على مجرد قراءتهم فتلك مشكلة أعظم!
الاتهامات تتكاثر وتختلف في الآونة الأخيرة للقراء والذين بدأوا ينعزلون نوعا ما عن مجتمع الانتقاد واتهام كل قارئ بادعاء المثالية، هذا القارئ هو الشفيع لك أمام المجتمعات الثقافية الأخرى عند الإحصائيات والأرقام كي لا يشطب علينا كأمة جاهلة ليس لها مكان أدبيا وثقافيا. وتبقى رغم ذلك فئة لا زالت تحبط الصاعد وتنتقد المناسبات الأدبية التي تفخر بها بقية المجتمعات. ولا يعني ذلك تقليلا منا بل تشجيعا وتنبيها على ما يمكن أن تؤول إليه الأمور.
سألتني زميلة دراسة مرة عن ما أقرأه في تلك الفترة فأجبت باسم روايتين أراهما نوعا راقيا من الكتابات القصصية، قالت: لا أظن أنني سأضيع وقتي لأقرأ روايات غير حقيقة ولا تفخري بذلك فهي لا تعتبر مصدرا ثقافيا. سألتها أمام الجميع كما سألتني، (ما معنى أنيط ؟ أو أين تنبت نبتة البامبو ؟ أو متى وكيف حدثت قنبلة هيروشيما ؟ عزيزتي جميع ما قلت موجود في روايتين ! القراءة لا تعني شيئا مملا وفرضا بل إقرأ ما تريد واستفد !).
فعل الأغلبية لا يعني صحته، وإن كان ما صادفته في قراءتك مملا لا يعني انطباقه على بقية الكتب، فلا بد من وجود خمسة كتاب على الأقل في هذا العالم تتطابق أفكارك معهم.
في جانب آخر لا بد من عدم تجاهل مقولة (من لم يقرأ إلا ما يحب كأن لم يقرأ)، انحصار اختياراتك على نوع معين قد يعيق فكرة التثقيف الذاتي، قد نضطر في بعض الأحيان إلى قراءة ما يوسع جدران العقل كي يستوعب المزيد مما نحب قراءته.