محمد المسفر ">
كثير من الناس والمهتمين بالعمل الخيري ومعهم الإعلام كثيرا ما يتحدثون عما لدينا من جمعيات خيرية ومؤسسات خيرية خاصة كلها تباشر هذه الأعمال بمختلف نشاطاتها ولديها رؤوس أموال هائلة بالإضافة إلى مؤسسات الدولة الخيرية ومعها الضمان الاجتماعي ومع ذلك نرى الفقر يزداد والأسر الفقيرة تتزايد ولا تتناقص بالإضافة إلى الكشف عن ذهاب بعض أموال الجمعيات الخيرية إلى مقاصد أخرى بعضها ذهب لمناشط دعوية تساند الإرهاب والحركات المتطرفة بالإضافة إلى وجود فساد مالي في بعض هذه الجمعيات ومما لاشك فيه أن ذلك غير مستغرب من جمعيات وهيئات يديرها أشخاص متطوعون بدون إشراف دقيق وبدون وجود استراتيجيات وأهداف مرسومة لها تتم مراجعتها بين الفينة والأخرى. ويقول البعض متسائلا وهو في نظري تساؤل مشروع هذه الجمعيات وبرؤوس أموال تصل إلى المليارات لو وزعت على الفقراء بشكل عادل ونزيه لتحول هؤلاء الفقراء إلى أغنياء وتجار وليس إلى سد الحاجة فحسب. والأمر عزيزي القارئ بات واضحا في سوء إدارة بعض الجمعيات وتخلفها وبعضها تدار وفق أهواء المشرفين عليها وبعضها ربما يتقاضى موظفوها رواتب تعادل مصروفاتها على الأسر والأفراد التي ترعاهم ولأن هذه الجمعيات مضى عليها عدة عقود دون تحسن في بنيتها ولا إدارتها ولا تحقق شيء من أهدافها ولعل أهم منطلق لهذه الجمعيات وفق الأهداف الحديثة والإدارة المتقدمة لكل الجمعيات المماثلة في العالم هو المساهمة في إيجاد مصدر دخل ثابت للفقراء القادرين على العمل من خلال التدريب والقروض للراغبين في العمل الخاص لتحسين أوضاعهم. ومن بعض أمثلة سوء الإدارة لبعض هذه الجمعيات ما رواه لي احد العاملين في أحدها من أنه يوجد لديهم أعداد كبيرة من الأشخاص تصرف عليهم الجمعية وهم لا يستحقون ولكنها المجاملات وعدم وجود باحثين للحالات المتقدمة للجمعية لمعرفة المستحق لخدمات الجمعية ومثال آخر من وجود جمعيات لها دخول مالية عالية لكنها لا تصرف في مسارها الصحيح وبالتالي لا تحقق في الغالب الجمعية أهدافها بسبب سوء الإدارة أو عدم وضوح الرؤية والأهداف . ولعل الخروج من هذا كله ولتصل هذه الجمعيات إلى أهدافها وتحقق أغراضها هو إنشاء هيئة مستقلة تشرف على الجمعيات الخيرية وكافة العمل الخيري وترسم إستراتيجية المحققة لأهدافه وتضبط نشاطه وعدم خروجه لقنوات وأغراض أخرى تستغل للإرهاب أو أي أهداف أخرى غير العمل الخيري ومساعدة الأسر الفقيرة ولعلنلا نحتاج إلى أدلة ضبطت مثل استغلال بعض أموال الجمعيات لحركات متطرفة مارست الإرهاب ونشاط بعض الأشخاص تحت اسم العمل الخيري لجمع تبرعات خاصة لدعم التطرف مستغلين غياب الرقابة الصارمة وعواطف الناس المحبة لعمل الخير.
لذا بات لزاما إنشاء مثل هذه الهيئة الحكومية التي ستضبط العمل الخيري وتطوره وتحسنه وذلك على غرار ما تم مؤخرا من إنشاء هيئة للإشراف على الأوقاف عندما حتمتها الضرورة. والله الموفق.