صكوك «الطيران».. التمويل على الطريقة الإسلامية ">
الجزيرة - محمد السهلي:
في إطار الأهداف التي تندرج تحت تنويع مصادر التمويل (التي كانت مقتصرة في السابق على قروض البنوك)، انفتحت شهية الطيران الخليجي نحو الصكوك. حيث إن طلب شركات خطوط الطيران على أداة الدين الإسلامية آخذة في الصعود؛ بغية تمويل برامجها وخططها التوسعية، ولاسيما بعد قيام شركة فلاي دبي بإدراج إصدارها من الصكوك الإسلامية، ما أعطى إشارة تدل على تنامي شهية شركات الطيران في الخليج على إصدارات الصكوك لتمويل استثماراتها في المطارات الجديدة وتوسيع أساطيلها الجوية. وكانت شركة فلاي دبي، قد أدرجت صكوكاً قيمتها 500 مليون دولار، وقد جاءت تلك الخطوة عقب طرح مجموعة طيران الإمارات إصدارها من الصكوك. وقد فاقت طلبات الاكتتاب على صكوك شركة فلاي دبي، العرض بمقدار 6 مرات، ما يعكس رغبة المستثمرين القوية في شراء هذه الصكوك. وكان الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا) قد رصد توجه المدن الخليجية، بما في ذلك دبي التي تحتضن واحداً من أكثر مطارات العالم ازدحاماً، نحو استثمار 40 مليار دولار في تطوير البنى التحتية للقطاع الجوي، منها تشييد صالات الركاب ومهبط الطائرات. ويشير مؤشر «جي بي مورجان تشايس آند كو» إلى تراجع العائد على إصدار صكوك لمجموعة طيران الإمارات والبالغ قيمته مليار دولار والمُستحق في مارس 2023، بنحو 80 نقطة أساس ليبلغ خلال العام الجاري 3.85 %، مقابل تراجع في متوسط عوائد إصدارات صكوك الشرق الأوسط بنحو 52 نقطة أساس، كما تدفع شركة فلاي دبي معدل عائد نسبته 3.776 %، بما يفوق معدل المقايضة لخمس سنوات بنحو 200 نقطة أساس، وذلك وفقاً لما نقلته وكالة «بلومبرج». وفلاي دبي شركة طيران غير مدرجة مملوكة بالكامل لحكومة دبي صكوك « ناس»، ووفقاً لمقابلة مع موقع «زاوية» العام الماضي، كشف بندر المهنا، نائب الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للخدمات الجوية (مجموعة ناس القابضة)، عن نية المجموعة القيام باكتتاب عام أولي وإدراج أسهمها في السوق السعودي (تداول) خلال فترة تتراوح ما بين عامين إلى ثلاثة أعوام. مشيراً إلى عدم وجود دراسة محددة للاحتياجات المالية، وما تسعي الشركة إلى جمعه خلال الطرح الأولي. وقال المهنا: «هناك إجراءات كثيرة، وعملية الطرح ليست سهلة، خاصة مع شركة تنمو بشكل سريع»، مشيراً إلى أن «ناس» شهدت نمواً سنوياً بنسبة 40% خلال العامين الماضيين، وأنها تطمح إلى زيادة هذا النمو بعد تشغيل التوسعة الجديدة لمطاري جدة ولرياض، وهما المحطتان الرئيستان للشركة. ولم يستبعد نائب الرئيس التنفيذي قيام المجموعة بإصدار صكوك أو أي أدوات تمويل إسلامي أخرى عند الحاجة في المستقبل.
تضم مجموعة «ناس» القابضة أربع شركات هي: «ناس جيت» للطيران العارض، و«فلاي ناس» للطيران الاقتصادي، وشركة ثالثة لطيران الحج والعمرة، وأخرى رابعة لأعمال الصيانة والهندسة للطائرات.
من ناحية أخرى، أتم كل من مصرف أبوظبي الإسلامي وبنك دبي التجاري وبنك دبي الإسلامي، بنجاح صفقة تمويل إسلامي مشترك بقيمة 425 مليون دولار لصالح شركة «طيران الإمارات» لتمويل شراء طائرتي إيرباص من طراز «إيه 380». وقد لعبت المصارف الثلاثة في هذه الصفقة دور الوكيل الرئيس المشارك لعمليات التوثيق، والمنسق الرئيس الأولي. وبالاستفادة من هذا التسهيل التمويلي، تم بالفعل تسليم أولى طائرتي إيرباص من الطراز المذكور في مدينة هامبورغ الألمانية، وهي الطائرة رقم 50 من نوع «إيه 380» التي تنضم إلى أسطول طيران الإمارات المكون من 225 طائرة واسعة البدن، تمثل أكبر أسطول في العالم من طائرات «إيه 380» وطائرات بوينج 777. وتملك طيران الإمارات أكبر شبكة في العالم من وجهات طائرات «إيه 380»، مقارنة بأي شركة طيران تجاري أخرى في العالم، حيث تطير إلى 29 وجهة حول العالم.