أبدأ بخير الكلام مقالاً، بسم الله الرحمن الرحيم، ثم الصلاة على النبي الكريم محمد وآله وصحبه الطيبين الطاهرين.. أما بعد، وما بعدها الخبر اليقين الذي لاحظناه على ساحات المسجد الحرام والمسجد النبوي والمشهد الذي يعرق له الجبين خجلاً وحياءً من الله عز وجل، ومن ذلك خروج بعض النساء بالزينة الكاملة وخصوصًا في أول أيام عيد الفطر وعيد الأضحى وهذا المشهد تكرر سنوات متتالية كأنه سنة لأهلهما، فلا أنكر اجتهادات بعض الدعاة في إنكار هذه الظاهرة ولكنها في حالة ازدياد ومثل تلك المشاهد لا ينبغي أبدًا ظهورها على أطهر البقاع، ولقد كان أحد الصحابة الكرام يخلعُ حذاءه خارج حدود الحرم النبوي استحياءً وخجلاً من أن يطأ بقعة طاهرة بحذائه.
وبما أن علينا واجب الإنكار بالقدرات النظامية التي لا تخل بالتعليمات، فإننا نبعث لمقام رئيس شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي تلك الظاهرة التي لا شك بأنها ستكون موضع اهتمام لسماحته، وبما أن له كامل الصلاحيات في طرح المسألة ودراستها وإيجاد حل لها.
والشيء بالشيء يُذكر فقد قرأت مقالاً للكاتبة «موضي الزهراني» في زاوية روح الكلمة باسم «نداء لرئيس الحرمين الشريفين» سلطت فيه الضوء على ظاهرة البذخ بالنعم في الفنادق المجاورة للمسجد الحرام والمسجد النبوي ورميها في حاوية النفايات مع أن ذلك يمكن معالجته بتوزيعه على المحتاجين والفقراء ولكنهم يخشون؛ أي أصحاب الفنادق من مخالفة التعليمات، كما أنهم يخشون من مخالفة التعليمات حدوث حالات تسمم وما شابه ذلك.
ولقد كتبت مقالات حول حفظ النعمة ولكن لم أتوقع بأن هذه الظاهرة ستكون أو أصبحت بجوار المسجد الحرام والمسجد النبوي، وعليه يلزم الأمر معالجتها بشكلٍ رسمي وتنظمي، فلا شك أن اللا مبالاة في هذه الظاهرة أمرها مُخزٍ للمشاهد والحزمُ فيه أولى.
ونتمنى من سماحة رئيس شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أن يجمع هاتين الحالتين ويتم معالجتهما بما يراه مناسبًا للصالح الشرعي والاجتماعي.
- أمين بن سعود الشريف