تعقيب على ما كتب في صحيفتنا (أسواق الرياض بين المغرب والعشاء) ">
إن فكرة إقامة مجمعات تجارية للتسوق في كل حي بالمدن المتقدمة، هي فكرة رائدة وصائبة، وتُعدُّ صحية لا محالة، واقتصادية تدر مكاسب مادية لأقطار الدنيا، وبالفعل إنه تطوير يجسد المشروع التجاري القائم ويحاكي المدن المثالية الحديثة.
أعجبني كثيراً ما كتبه الدكتور عبدالرحمن الشلاش في زاوية «مسارات» بصحيفتنا الغراء (الجزيرة) ليوم الخميس الموافق 24 - 8 - 1436هـ في العدد 15569 عن ضياع الوقت عند التسوق في فترة ما بين المغرب والعشاء بمدينتنا المزدحمة الرياض، وكما قال العرب في الأثر (الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك).
- المشاهد فعلاً في عملية التسوق بالفترة المذكورة لا يتعدى (55 دقيقة) وهي المدة المستفادة للتسوق والتي لا تكفي لإنجاز ما يتمناه المتسوق، خصوصاً مع ازدياد أعداد المتسوقين في مواسم الإجازة ومناسبات الأعياد الأخرى، ويكون ذلك الازدحام مع تزايد المتسوقين في المحلات التجارية مع الزيادة المطردة في تعداد القاطنين بالعاصمة الرياض.
- لقد كان رأى الكاتب الكريم هو.. تأخير موعد إقامة صلاة العشاء لمدة ساعتين لأن وقت صلاة العشاء يمتد من الساعة الثامنة مساءً وحتى فترة ما قبل منتصف الليل..!
إلا أنني أعتقد أن هذا الرأي لا يتفق مع الجهات الأخرى المسؤولة لأن هناك حقيقتين تظهران لنا.. الأولى أن الزمن بين الفريضتين فترة قصيرة جداً كما ذكر في المقال (40 دقيقة)، والثانية أن وقت صلاة العشاء يمكن أن يمتد من الثأمنة مساءً حتى ما قبل منتصف الليل.
- إن ميعاد وقت صلاة العشاء قد استقر في أذهاننا والمسلمين جميعاً منذ زمن بعيد. سنون مضت وتوالت لأكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان ولقد برمج الكون وجسد هيكل التوقيت في أنفسنا منذ الأزل، وإني أعتقد أنه آن الأوان ولا بد من مجاراة هذا التواكب الزمني مع متطلبات الحياة، لهذا يمكننا القول انه لا ضير في أن يفكر المرء فيما هو أجدى وأنسب نحو الاستمرار في احترام الوقت، ولاسيما مسيرة المدنية الحاضرة التي تلبي حاجة الإِنسان في التطوير والتغيير للأحدث دائماً.
- لهذا أرجو أن يسمح لي القارئ بطرح فكرتي أو رأيي. وقد تكون مجدية أو لا تكون!!. طبقاً لما يجيزه ولاة الأمر في الاختصاصات الدينية والاجتماعية وما يتلو ذلك من لدن مقام مجلس الشورى.. وأرى ألا تكون هناك فترتان للتوقف عن العمل، أي قبل صلاة المغرب وقبل صلاة العشاء داخل المجمعات التجارية (MALL)، لتصبح فترة التوقف فترة واحدة والتوقف عن العمل لأداء الفريضتين والصلاة في موعد كل منهما، فلتكن من الساعة السادسة تقريباً حتى حوالي الثامنة مساءً، والمعنى في ذلك المراكز التجارية المقفلة (MALL) فقط، وقد يكون هذا التنظيم مجدياً للمتسوق والتاجر معاً ويكون حافزاً للتاجر في أداء واجباته ومتطلبات حياته اليومية الخاصة الأخرى، أما بقية الباعة في المحلات خارج المراكز التجارية فيكون دوام أعمالهم كما هو معمول الآن.
- وعلى ذلك فإنَّ إحساسي يقول إنه قد يكون من المؤكد أن رأيي هذا سوف يلقى قبولاً خاصة أن الزمن أو الوقت بين المغرب والعشاء دقائق معدودة يُعدُّ وقتاً ضائعاً. ولكنه مفيد جداً لنشاط التاجر أثناء مزاولة واجباته الأخرى في متطلبات شؤون عائلته، وعلى وجه الخصوص متابعة الأبناء الواجبة تربوياً.
- إن التجار أناس مثلنا ننظر إليهم بل نشاهدهم بمنظار واحد وهم يلهثون في العمل، والواقع أنهم مجموعة يكدون بكل جد ومثابرة لمداراة ومعاينة الكسب والخسارة ويكون ذلك لخدمة مجتمعهم بمنتهى الأمانة والإلمام في الأداء، علاوة على الحرص الشديد على التقيد بمراعاة اقتصاديات الوطن اللازمة.
- والآن أنهي مقالي هذا بالشكر والتقدير لسعادة الدكتور عبدالرحمن الشلاش لإتاحته الفرصة للمفكرين نحو هذا الجانب الهام وكذلك طرح مشاركتي هذه برأيي المتواضع.. والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.
أ.د. عبداللطيف خضر عبدالجليل فادن - استشاري التعليم الصحي (سابقاً) بوزارة الصحة - أستاذ علم العلاج وتأثير الدواء - الكيمياء الطبية - مدير عام مجمع عيادات شركة شمس المدن بالرياض