محمد القحطاني ">
استغربت كثيراً من حالة الهجوم الشرس التي يقودها قلة في المجتمع ضد المنتجات الوطنية التي أصبحت بمثابة علامات بارزة في عالم الإنتاج والتصنيع محليا وعالميا واشتدت دهشتي عندما رأيت المستهلك يقف سلبيا تجاه بعض هذه الحملات وأحيانا يتأثر ببعض هذه التوجهات المغرضة ويترك المنتج المحلي ويتجه إلى السلع والمنتجات المستوردة من الخارج وكأنه يدعم السلع الأجنبية على حساب منتجنا المحلية التي يعد مصدرا لاعتزاز وفحر أي إنسان يعيش على أرض المملكة العربية السعودية.
ومن خلال زيارتي الخارجية المتعددة فقد رأيت شعوبا كثيرة لديها ارتباط ودفاع لا حدود له عن منتجاتها المحلية التي تمثل بالنسبة لها علامة بارز في حياتها فبعض الشعوب لا تنظر إلى السلعة المستوردة في حال توافر المنتج المحلي وتتحدث عن منتجاتها باعتزاز وفخار وبترابط نفسي كبير لدرجة ان بعض السلع والمنتجات أصبحت علامة ورمزا لبعض الدول والاقطار في العالم، أما نحن فأصبحنا أحيانا نتأثر ببعض الرسائل السلبية وكأننا نسير عكس التيار العالمي لنحارب منتجاتنا المحلية بدلا من دعمها داخل السوق المحلي لتصبح أولوية مطلقة لكل أفراد المجتمع في السعودية، كما أنها تكون السلعة الرئيسة لنا في بعض الدول التي تتوفر فيها والتي نسافر ونتجه إليها أحيانا ليشعر المستهلك في الدول الأخرى بارتباطنا بمنتجانتا مما يعكس صورة ذهنية إيجابية عن المنتج وجودته وارتباط المواطن به داخليا وخارجيا.
علينا أن نعي ونضع في أذهاننا أن تحضرنا وتقدمنا يبدأ من ارتباطنا بالمنتجات المحلية والتصدي لأي محاولات لهدم صناعاتنا المحلية من خلال بعض الرسائل المسمومة التي يقودها البعض، ولقد أصبحت بعض منتجاتنا يشار إلى جودتها وأهميتها محليا ودوليا، كما يجب أن نقود حملات وطنية تؤكد وتشدد على أهمية دعم المنتج الوطني وبخاصة المنتجات الغذائية التي تعد الوسيلة المهمة لتوفير الأمن الغذائي للمجتمع بأثره فلا يجوز أن نعتمد على المنتجات المستوردة لتوفير غذائنا الذي نحتاجه بشكل يومي، فيجب أن نأكل مما أنتجت أيدينا حتى نشعر بتوفر الأمن الغذائي مع حالة الاستقرار التي تشهدها بلادنا.. وليكن منتجنا المحلي في المقدمة ولنتصدى لأي محاولات لتشويه صورته أوهدم صناعتنا المتميزة التي وصلت لعشرات دول العالم.